تعهد الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر المانحين الدوليين لدعم سوريا الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم الشعب السوري خلال عامي 2025 و2026، في إطار الجهود الرامية إلى إعادة إعمار البلاد بعد سقوط حكم بشار الأسد في كانون الأول الماضي.
تعهدات أوروبية وبريطانية لدعم السوريين
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال المؤتمر: “السوريون بحاجة إلى مزيد من الدعم، سواء كانوا لا يزالون في الخارج أو قرروا العودة إلى ديارهم. لذا، نرفع اليوم التزام الاتحاد الأوروبي تجاه السوريين في داخل البلاد والمنطقة إلى 2.5 مليار يورو حتى عام 2026.”
إلى جانب الدعم الأوروبي، أعلنت المملكة المتحدة تقديم ما يصل إلى 160 مليون جنيه إسترليني (200 مليون دولار) هذا العام لدعم تعافي سوريا. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن هذا التمويل سيساعد في توفير الاحتياجات الأساسية مثل المياه، والغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم للسوريين خلال عام 2025.
سوريا تدعو لرفع العقوبات وتعزيز الاستثمار
من جانبه، شدد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، واصفًا ذلك بأنه “مسألة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون مطلبًا سياسيًا”.
وأضاف الشيباني خلال كلمته في المؤتمر: “المعاناة في سوريا ما زالت مستمرة بسبب ما خلّفه النظام السابق، وهذا المؤتمر يمثل فرصة لتخفيف معاناة السوريين عبر دعم الاستثمارات، وتعزيز فرص التنمية الاقتصادية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي.”
كما رحّب الشيباني بأي شراكات دولية من شأنها المساهمة في إعادة إعمار البلاد، مؤكدًا “انفتاح سوريا على الحوار والتعاون مع جميع الأطراف الدولية لتحقيق الاستقرار”.
مؤتمر المانحين: تعزيز الدعم الدولي لسوريا
يأتي هذا المؤتمر في لحظة حاسمة بالنسبة لسوريا، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى دعم المرحلة الانتقالية، وضمان استقرار البلاد، وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة جراء الحرب التي استمرت لأكثر من 13 عامًا.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعبئة الدولية لدعم سوريا بعد تغيير النظام، وتمكين السوريين من استعادة زمام أمورهم، وإعادة بناء وطنهم، في ظل تحديات اقتصادية وإنسانية معقدة.