أخبار سوريةقسم الأخبار

سوريا ولبنان يتفقان على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات دامية على الحدود

تعزيزات عسكرية واتهامات متبادلة

توصلت سوريا ولبنان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عقب اشتباكات حدودية استمرت يومين، وأدت إلى مقتل 10 جنود من الجانبين وإصابة العشرات، وسط تصاعد التوترات بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي المعارضة قيادة الدولة السورية.

تفاصيل الاشتباكات والخسائر البشرية

أعلنت وزارتا الدفاع السورية واللبنانية أن ثلاثة جنود سوريين وسبعة لبنانيين قُتلوا خلال الاشتباكات الحدودية، بينما أصيب 52 شخصاً على الجانب اللبناني، وفقًا لما أوردته وزارة الصحة اللبنانية.

تصاعدت التوترات على الحدود منذ أشهر عقب سقوط الأسد في كانون الأول الماضي، حيث تتخوف الأطراف المحلية والإقليمية من تداعيات المشهد السوري الجديد، خصوصًا على الساحة اللبنانية التي تربطها بسوريا علاقات أمنية وسياسية معقدة.

اجتماعات وزارية واتفاق لوقف التصعيد

في محاولة لتخفيف التوتر، عقد وزيرا الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، واللبناني، ميشال منسى، اجتماعًا طارئًا، وأكدا خلاله الاتفاق على وقف إطلاق النار، مع استمرار التنسيق بين أجهزة المخابرات في البلدين لتجنب تصعيد جديد.

وفي السياق ذاته، التقى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي بنظيره السوري أسعد الشيباني في بروكسل، حيث ناقشا “التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية-السورية” واتفقا على متابعة الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية لضمان سيادة البلدين واستقرار الحدود.

اتهامات متبادلة حول مسؤولية التصعيد

وجهت وزارة الدفاع السورية اتهامًا مباشرًا لحزب الله اللبناني بدخول الأراضي السورية وخطف وقتل ثلاثة جنود سوريين، وهو ما نفاه الحزب “بشدة”، مؤكدًا عدم ضلوعه في الأحداث الأخيرة.

بالمقابل، أفاد مصدر أمني لبناني أن الجنود السوريين هم من عبروا أولًا إلى الأراضي اللبنانية، حيث قُتلوا على أيدي مسلحين من إحدى العشائر في شمال شرقي لبنان، الذين كانوا يخشون تعرض بلدتهم لهجوم.

وردًا على ذلك، قصفت القوات السورية بلدات حدودية لبنانية، مما دفع سكان بلدة القصر اللبنانية إلى الفرار هربًا من القصف، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لوكالة “رويترز”.

تعزيزات عسكرية سورية وتحركات على الأرض

في أعقاب الاشتباكات، أرسل الجيش السوري تعزيزات كبيرة إلى الحدود اللبنانية، شملت قافلة من الجنود والدبابات لدعم المواقع الحدودية، وفقًا لما صرح به ماهر الزيواني، قائد فرقة عسكرية سورية تنتشر على الحدود.

وأشار الزيواني إلى أن القوات السورية “لن تسمح بأي انتهاكات جديدة على الحدود، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة السورية ومنع أي تصعيد مستقبلي”.

تهدئة مشروطة واتفاق على التواصل المستمر

أكدت السلطات السورية واللبنانية أن الاتفاق على وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء التوتر تمامًا، حيث ستستمر المتابعة الأمنية والسياسية عن كثب لضمان عدم تفاقم الأوضاع مجددًا.

الجيش اللبناني أعلن تسليم جثامين الجنود السوريين الثلاثة إلى دمشق، مشددًا على أن الوحدات العسكرية عززت انتشارها على الحدود وسترد على أي اعتداء جديد.

في غضون ذلك، تستمر الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين عبر القنوات الرسمية، في محاولة لنزع فتيل الأزمة وضمان استقرار المنطقة الحدودية، التي شهدت اضطرابات متكررة خلال السنوات الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى