تُعرَّف النّقود (بالإنجليزيّة: Money) بأنّها العُملات المعدنيّة والورقيّة التي تحمل قيمةً ما، وتكون قابلةً للتّداول بين النّاس، فهي وسيلة مقبولة للمصروفات الماليّة؛ لذلك تعدُّ الوحدة الرئيسيّة للقوّة الشرائيّة،
وتُعرَّف أيضاً بأنّها وسيط ماليّ قابل للصّرف، وتساعد على الحصول على الأصول، والممتلكات الشخصيّة التي تشكّل ثروةً لدى الأشخاص، أو جزءاً من ملكيّتهم الخاصّة،
والنّقود هي المادّة التي تُستخدَم لتطبيق التّداول؛ سواءً أكانت نقوداً ورقيّة، أو قطعاً معدنيّةً، أو أيّ أوراقٍ ماليّةٍ ذات قيمةٍ قانونيّةٍ، ومن الممكن التّعامل بها في عمليّات البيع، والشّراء، والادّخار، مثل: الودائع الماليّة في الحسابات المصرفيّة.
صناعة النّقود
اعتمد النّاس قديماً على العديد من الوسائل ومنها المقايضة؛ لتسيير معاملاتهم الماليّة، ولكن أظهرت هذه الطريقة لاحقاً العديد من المتاعب؛ بسبب الجهد والوقت المبذولين، وعدم تساوي قِيَم الموادّ التي تتمّ مُقايضَتها مع بعضها بعضاً؛ وخصوصاً عند التجّار الذين كانوا يرفضون استبدال أشياء كبيرة الحجم مقابل أشياء صغيرةٍ، أو استبدال الأشياء ذات القيمة المنخفضة بذات القيمة المرتفعة، مثل: مقايضة الموز باللّحوم، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى صناعة النّقود،بنوعيها: الورقيّ، والمعدنيّ.
مكان صناعة النّقود الورقيّة
النّقود الورقيّة هي النّقود التي تُصنَع من ورقٍ خاصٍّ، وتُطبَع هذه النّقود في المطابع الحكوميّة الخاصّة بالدّول. تعتمد صناعة النّقود الورقيّة على استخدام خليطٍ من الكتّان والقطن، ويُعدّ هذا الخليط الورقَ الخاصَّ بالنقود؛ وتبدأ هذه الصناعة من القطن، الذي يُطبَخُ في وعاءٍ ضخمٍ حوالي ساعتين من الوقت، بعد ذلك يُنظَّف من أيّ شوائب بقيت ملتصقةً بمكوّناته؛ عن طريق غسله بالماء؛ ليصبح جاهزاً للعجن في مجموعةٍ من الخلطات؛ حتّى يصير ورقاً فريداً من نوعه، وقابلاً للاستخدام في النقود الورقيّة.
بعد الانتهاء من الخطوات السّابقة، تُضاف خيوط الأمان، والرّموز، والعلامات التي تميّزها عن الأوراق العاديّة، وتوفّر لها الحماية من التّزوير، ثمّ تُجفَّف أوراق النّقود تجفيفاً تاماً، وذلك عن طريق استخدام أفرانٍ خاصّةٍ، بعدها تبدأ أجهزة طباعة الأوراق النقديّة عملَها؛ للتأكّد من حجم ورقة النّقد المطلوب، وجاهزيّتها للاستخدام، حتى تتمّ طباعتها بشكل نهائيّ؛ لتصبح قابلةً للتّداول في العديد من العمليّات الماليّة المتنوّعة.
مكان صناعة النّقود المعدنيّة
النّقود المعدنيّة هي النّقود التي تُصنَع من المعدن؛ لذلك أُطلِق عليها هذا المُسمَّى، وتُصنَع هذه النقود في أماكن سكّ العملات المعدنيّة في الهيئات الحكوميّة؛ حيث يختار المسؤولون عن النقود في الحكومات النُّقوش والأشكال الخاصّة بالعملات قبلَ سكّها، ويستخدم الفنّان المسؤول عن صناعة النقود المعدنيّة عادةً نماذجَ مصنوعةً من الصّلصال؛ لرسم النقوش والصّور الخاصّة بها؛ ولكن يستخدم قالباً بلاستيكيّاً لدعم مادّة الصّلصال؛ لأنّه يكون طريّاً في البداية قبل جفافه، ممّا يمنعه من المحافظة على الرّسم الخاصّ بالعملة بصورةٍ صحيحةٍ.
تُستخدَم آلة خراطة المعادن المُسمّاة بالمخرطة، لتصميم نموذجٍ مُصغّرٍ عن العُملة، بعد الانتهاء من النّموذج الخاصّ بالعُملة المعدنيّة، ويُستخدم الفولاذ فيه؛ بوصفه وسيلةً من وسائل دعم التّصميم الخاصّ بالقالب الأساسيّ، حيث يُعرَّض إلى الحرارة؛ حتّى يكتسب صلابةً كافيةً ومناسبةً لتخرج نسخةٌ من القالب، فتُستخدَم معها مجموعةٌ من قوالب التّشكيل، ومن ثمّ تُطبَع الصّور، والنّقوش، والكلمات، لتصبح العملة جاهزةً لتطبيق المراحل النهائيّة لعملها، قبل إرسالها إلى المصرف المركزيّ؛ حتّى يوزّعها على المصارف التجاريّة.
تاريخ النقود
تاريخ النّقود من أهمّ الأحداث التي أثّرت على الحياة الاقتصاديّة البشريّة؛ إذ ساهم في تسجيل التطوّر الاقتصاديّ العالميّ؛ وخصوصاً بعد استخدام نظام المقايضة الذي استُغنِيَ عنه تدريجيّاً؛ بسبب الانتشار الجغرافيّ المُعتمِد على نقل البضائع بين الدّول والمناطق البعيدة؛ بهدف مبادلَتها، ممّا أدّى إلى استحالةِ القدرة على المقايَضة بين التجّار من الدول المختلفة، وهذا دفع التجار إلى البحث والتّفكير بطريقةٍ جديدةٍ؛ لتعزيز التّجارة بين المناطق والدول.
بعد التفكير في الطُّرق الممكِنة لتعزيز التبادل التجاريّ الاقتصاديّ، ظهرت فكرة استخدام الفضّة، والذّهب، بوصفهما وسيلتين لسكّ النقود المعدنيّة التي أصبحت من أهمّ أدوات التبادل التجاريّ، وجزءاً من العلاقات الاقتصاديّة بين المجتمعات والدّول منذ القِدم، ولكن بسبب حجم العملات المعدنيّة، وصعوبة نقلها من مكان إلى آخر، وخصوصاً عند دفع مبالغ كبيرةٍ، تمّ البحث عن طريقة جديدةٍ أقلّ وزناً، وذات قيمةٍ أكبر، تحقّق الفائدة المطلوبة من التّجارة؛ لذلك اختُرِعت النقود الورقيّة، فصارت مقبولةً للتّداول والاستخدام قانونياً، مثلها مثل النقود المعدنيّة.
لاحظ المصرفيّون انتشار النّقود الورقيّة بشكل أثّر على النقود المعدنيّة المُخزّنة في خزائن المصارف، لذا قرّر المشرفون عن هذه المصارف إصدار عُملاتٍ ورقيّةٍ؛ للمحافظة على تحقيق الأرباح، وحماية العمل المصرفيّ من التأثر بسبب النقود الورقيّة، مع الالتزام باستبدال النّقود المعدنيّة، واستعمال الورقيّة في حال طلب حامل هذه النّقود ذلك، وأدّى هذا الشّيء إلى منح الاعتبارات القانونيّة اللازمة للعملات الورقيّة.
أصبح إصدار النّقود مع التقدم الاقتصاديّ مُعتمداً على وسيلتين، هما: المصارف الحكوميّة، التي تُمنَح سُلطة إصدار النّقود، وتُعرَف باسم المصارف المركزيّة، أمّا الوسيلة الثانية فهي المصارف التجاريّة، التي تفعّل دور الوساطة الماليّة بين المصارف المركزيّة أو جهة إصدار النقود، والأفراد والشّركات في المجتمع المحليّ، أو الدوليّ؛ وذلك في التعاملات الاقتصاديّة بين الدُّول، ووفرّت هاتان الوسيلتان القدرة على إيداع الأموال العامّة والخاصة لدى الأفراد والشركات وادّخارها؛ بهدف استثمارها، أو استخدامها كاحتياطاتٍ ماليّةٍ في حال الحاجة إليها؛ وعزّز تطوّر النّقود التّبادلَ التجاريَّ بكفاءةٍ وفاعليّة أكبر؛ فهو يتميّز بالسّرعة، والقدرة على تحقيق المعاملات الماليّة بطرقٍ صحيحةٍ، بدرجةٍ عاليةٍ من الأمان، تحافظ على سريّة الحركات الماليّة.
خصائص النّقود
تتميّز النّقود بمجموعةٍ من الخصائص، ومن أهمّها:
- تُعدّ نوعاً من أنواع الموارد العالميّة، القابلة للاستخدام في التبادل الاقتصاديّ: المحليّ، والدوليّ.
- تعدُّ الوسيلة التي تعبّر عن الأسعار، والقيم الخاصّة بالأشياء القابلة للقياس.
- تساعد الأفراد على الحصول على الأشياء التي يريدونها، مثل: الطعام، والملابس، والسّلع، وغيرها.
- تشكّل النّقود إحدى الوسائل الاقتصاديّة الرئيسيّة، والتي تقدّم الدّعم المناسب في العديد من مجالات الاقتصاد، مثل: القدرة الشرائيّة.
المصدر: موضوع