هبطت البورصات العربية بنحوٍ حادٍ في تعاملات الأسبوع الماضي في ظل غياب المحفزات وتضرر معنويات المستثمرين من الهبوط المستمر في أسعار النفط، فيما صعدت بورصة السعودية وحيدة لتوقف اتجاه نزولي دام لنحو ثلاثة أسابيع.
وقال “إبراهيم الفيلكاوي” المحلل والخبير الاقتصادي لدي مركز الدراسات المتقدمة بالكويت :”كانت هناك ضغوط بيعيه مكثفة نالت من أداء معظم أسواق الأسهم ودفعتها إلى مستويات متدنية، ربما بسبب غياب المحفزات وإعلان بعض الشركات عن نتائج دون التوقعات”.
وأضاف “الفيلكاوي” في اتصال هاتفي مع “الأناضول” :”ربما كان الهبوط المستمر في أسعار النفط أيضا أحد العوامل التي أثرت سلبا على معنويات المستثمرين”.
وهبطت أسعار النفط مع نهاية تعاملات أمس الخميس، نحو أدني مستوياتها في شهرين ونصف، بفعل ارتفاع المخزونات، وتوقعات “أوبك” باستمرار تخمة المعروض في العام القادم بسبب معدلات الإنتاج الحالية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم 15 ديسمبر/ كانون الأول، بنسبة 2.7% إلى 44.57 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم 15 ديسمبر/ كانون الأول بنسبة 2.6% إلى 41.83 دولارًا للبرميل.
وذكرت منظمة “أوبك”، في تقريرها الشهري الذى أطلعت “الأناضول” على نسخه منه، أنها تتوقع أن يصل حجم الطلب على نفطها الخام نحو 30.8 مليون برميل يومياً خلال العام 2016، بزيادة قدرها 1.2 مليون برميل مقارنةً بالعام الجاري.
وتابع “الفيلكاوي” قائلا “اعتقد أن الأسبوع القادم سيشهد ارتداده صعوديه في أداء معظم الأسواق بعد هبوط معظم الأسهم إلى مستويات متدينة وهو ما سيدفع المستثمرين لاقتناصها”.
وجاءت بورصة مصر على رأس الأسواق الخاسرة بسبب مخاوف المستثمرين من خفض محتمل في قيمة العملة أو رفع أسعار الفائدة، وخسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 27.1 مليار جنيه (3.5 مليار دولار).
وهبط المؤشر الرئيسي “إيجي أكس 30” بنسبة 9.7%، وهي أكبر وتيرة هبوط أسبوعية في أكثر من عام، ليغلق عند 6806.67 نقطة، مع تراجع أسهم مثل “البنك التجاري الدولي” بنسبة 12.4% و”سوديك” العقارية بنسبة 10.74% و”اوراسكوم للاتصالات” بنسبة 5% .
ومن جانبه ذكر “إيهاب سعيد”، مدير إدارة البحوث الفنية لدي “أصول” المصرية للوساطة في الأوراق المالية، “شهد الأسبوع الماضي ورود العديد من الأنباء السلبية التي أثرت كثيرا على الأسهم، بدأت بإعلان بعض الدول الغربية حظر السفر إلى مصر على خلفية حادث طائرة شرم الشيخ، مرورا بالقبض علي بعض رجل الأعمال، وأخيراً إعلان أكبر بنكين حكوميين عن طرح شهادات ثلاثية بفائدة 12.5%”.
وكان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، قرر يوم الجمعة الماضية، تعليق روسيا رحلاتها لمصر، على خلفية حادث سقوط طائرة روسية شمال شرق مصر، السبت قبل الماضي، ومصرع جميع ركابها.
وتوقع “سعيد”، في اتصال هاتفي مع “الأناضول”، أن تستعيد الأسهم المصرية توازنها في تعاملات الأسبوع القادم، مع عودة الاجانب للشراء مجدداً.
ووفقا لحسابات “الأناضول”، حققت تعاملات الأجانب على الأسهم صافي بيعي جاوز 252 مليون جنيه (32.18 مليون دولار)، فيما اتجهت تعاملات المصريين والعرب نحو الشراء.
وفى الإمارات، انخفض مؤشر بورصة دبي بنسبة 5.38%، وهي أكبر وتيرة هبوط أسبوعية فى أكثر من شهرين ونصف، ليغلق عند 3265.28 نقطة محققا أدني مستوياته منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2014، ومواصلا هبوطه للأسبوع الخامس على التوالي.
وكانت أسهم القطاع العقاري الأكثر تراجعا مع هبوط مؤشرها بنسبة 8.15%، مدفوعا بتراجع السهمين القياديين “أرابتك” القابضة و”إعمار” العقارية بنحو 19.2% و 5.75% على التوالي.
وأعلنت “أرابتك” القابضة، في بيان لها أمس الأول، عن تحقيقها خسائر بــ 2.3 مليار درهم (626.1 مليون دولار) في الشهور التسعة الاولي من العام الجاري.
وانخفضت بورصة العاصمة أبوظبي لكن بوتيرة أخف وطأة، إذ نزل مؤشرها العام بنسبة 1.47% مع هبوط أسهم “طاقة” بنسبة 15% و”الدار” العقارية بنسبة 7% و”دانة غاز” بنسبة 4.44% .
وتراجعت بورصة قطر مع استمرار تعرضها إلى ضغوط بيعيه واسعة في ظل غياب المحفزات، ونزل مؤشرها الرئيسي بنسبة 5.32% فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 30 مليار ريال (8.24 مليار دولار)، وسط هبوط جماعي للقطاعات بصدارة “العقارات” الذى تراجع بأكثر من 7.7% و”الاتصالات” بنسبة 7.4% .
كما تراجعت بورصة البحرين مع هبوط مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.32% مدفوعا بهبوط الأسهم القيادية في القطاع الصناعي يتصدرها سهم “ألبا” الذى تراجع بنحو 11.6% رغم الإعلان عن نمو جيد في الارباح.
وأفادت شركة “ألبا”، في بيان لها نشر على موقع سوق البحرين، إنها حققت نمواً بنسبة 22.3% في ارباحها خلال الشهور التسعة الأولي من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014.
ونزلت بورصة الأردن بنسبة 1.29% مع تراجع أسهم القطاع الصناعي والمالي والخدمي بنحو 2.07% و 1.08% و 0.84% على التوالي، فيما هبطت بورصة مسقط بنسبة 1.19% بضغط هبوط أسهم القطاع المالي والصناعي.
وجاءت بورصة الكويت في ذيل القائمة مع انخفاض مؤشرها السعري بنحو 0.08%، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 590 مليون دينار (1.94 مليار دولار)
في المقابل، ارتفعت بورصة السعودية وحيدة بعد هبوطها على مدار الثلاثة أسابيع الماضية، وزاد مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.13% مدفوعا بصعود أسهم المصارف والصناعات البتروكيماوية.
فيما يلي مستويات إغلاق الأسواق العربية،
حيث ارتفعت:
السعودية: بنسبة 1.13% إلى 7083.43 نقطة.
فيما انخفضت اسواق:
مصر: بنسبة 9.7% إلي 6806.67 نقطة.
دبي: بنسبة 5.38% إلي 3265.28 نقطة.
قطر: بنسبة 5.32% إلي 10830.33 نقطة.
أبوظبي: بنسبة 1.47% إلي 4200.16 نقطة.
البحرين: بنسبة 1.32% إلي 1233.92 نقطة.
الاردن: بنسبة 0.29% إلي 2020.98 نقطة.
مسقط: بنسبة 1.19% إلي 5848.41 نقطة.
الكويت: بنسبة 0.08% إلي 5766.37 نقطة.
المصدر : الاناضول
