قسم الأخبار

هل يجب أن تكون “سيكوباتيا” لكي تصبح مديرا ناجحا؟

قد تتساءل: ما العلاقة المحتملة بين أن تكون قائدا جيدا وناجحا في مركزك وبين أن تكون ذا سمات سيكوباتية؟ إذ يعتقد باحثون أن الأشخاص الذين يتسمون بالقسوة والتهور والقدرة على السيطرة على الآخرين، يتمتعون بالمؤهلات الكافية للقادة البارزين.

وغالبا ما يعرف الأشخاص الذين يعانون من أعراض السيكوباتية بنزعتهم إلى إقصاء كل من يقف في وجه أهدافهم وطموحاتهم للوصول إلى مناصب رفيعة وتكريس سلطتهم، بحسب تقرير نشرته مجلة “سيكولوجي توداي” الأميركية.

ويفتقر مثل هؤلاء المديرين لأي مشاعر تعاطف مع من حولهم في العمل، كما أنهم على استعداد لتوظيف شتى أنواع القوة للوصول إلى مطامعهم. ونادرا ما يشعر المدير الذي يتسم بصفات سيكوباتية بالندم بشأن الممارسات التي اقترفها في حق بقية نظرائه في العمل، والتي قد تكون سببا في إيذائهم.

والسيكوباتية لها سمات متعددة الوجوه، وتشمل الرغبة في السيطرة والاندفاع، والسلوكيات الفاضحة، والشر، وانعدام التعاطف.

كما يوجد عامل مهم في معادلة السيكوباتية يتمثل في القدرة على التلاعب بالآخرين، إذ يتظاهر الشخص بالطيبة والنزاهة، في حين يعمل على استغلال الآخرين والإضرار بهم من أجل الصعود إلى القمة.

مبالغات

وفي مقال بعنوان “هل علينا أن نخدم سادة الظلام؟”، أفادت الباحثة كارين لانداي وزملاؤها من جامعة ألاباما الأميركية بأن الانطباع بأن قادة الشركات الكبرى يفتقرون إلى المبادئ الأخلاقية، وتنطبق عليهم أعراض السيكوباتية، مبالغ فيها.

وتعتبر لانداي وزملاؤها أن هناك فرقا بين ترسيخ القيادة، أي ضمان اعتراف الآخرين بالشخص قائدا، وبين فاعلية القيادة. فقد يرغب الأشخاص الذين يتسمون بصفات السيكوباتية في أن يصبحوا قادة عظماء بسبب ميولهم الجامحة نحو السيطرة على الآخرين، ولكنهم لا يحققون النجاح المرجو عندما يصلون إلى مبتغاهم.

وغالبا ما يتمكن مثل هؤلاء من الوصول إلى القمة من خلال خداع مشغليهم لإقناعهم بترقيتهم، أو اللجوء إلى لابتزاز والتهديد برفع دعاوى قضائية والتشهير بالشركة والمسؤولين عنها في حال التعرض للطرد.

سيكوباتية معتدلة

وبعد دراسة معمقة لكل الأعمال التي نشرت حول مظاهر السيكوباتية وعلاقتها بالقيادة، جنحت الدكتورة لانداي وزملاؤها إلى اختبار فرضية أن يكون الاتصاف بقدر معقول من السيكوباتية أمرا يشير إلى التمتع بصفات القائد الناجح.

واكتشف الباحثون وجود علاقة إيجابية “محدودة” بين صفات السيكوباتية وترسيخ القيادة، ولكن الأشخاص السيكوباتيين يفتقرون إلى المقومات التي تجعلهم ناجحين فيما يتعلق بفاعلية القيادة. ومثلما هو متوقع، حقق الأشخاص الذين يتسمون بقدر كبير من السيكوباتية نتائج أضعف في القدرة على قيادة التغيير.

وبعد تقييم تجارب ميدانية عدة، اكتشف الباحثون أن هناك فعلا ما يدعو للقلق إزاء حقيقة أن الأشخاص الذين لديهم ميول سيكوباتية على الأرجح هم الأقرب لتولي المراتب القيادية.

لكن بالطبع، لا يعني تقمص القائد لهذه الصفات بشكل مبالغ فيه أن تكون النتائج إيجابية. ففي واقع الأمر، لا تتعزز حظوظ الأفراد في أن يصبحوا قادة أكثر فاعلية، أو أكثر قدرة على التغيير، إلا إذا كانوا سيكوباتيين معتدلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى