أخبار سوريةسورياسياسةقسم الأخبار

تجنيد روسيا شباناً سوريين للذهاب إلى فنزويلا.. تحقيق يكشف أدق التفاصيل

ضمن مجموعة عامة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يدور حديثٌ بين عشرات الشبان السوريين، من مختلف المناطق والمدن السورية، حول آلية “العمل مع الأصدقاء الروس” من أجل الذهاب إلى فنزويلا، في عمليات “عرض وطلب” باتت على العلن وليس بالخفاء كما في السابق، فيما يخص عروض القتال في ليبيا.

 

أسئلةٌ واستفسارات ركّزت بمجملها على مضمون العقود التي يتم توقيعها، والأطراف التي تضمن استلام المبالغ المالية، وبينما عرض بعض الشبان تجاربهم في التسجيل وانتظار السفر، كان هناك آخرون يطلبون التواصل معهم من أجل التنسيق أيضا للخروج “بشكل مضمون”، ووفق ما تبيّنه حساباتهم الشخصية عبر “فيسبوك”، فإنهم عناصر متطوعون في “الجيش السوري”.

 

تحمل المجموعة العامة اسم “مجموعة للعرب في فنزويلا”، بحسب موقع “الحرة” الأمريكي، وبدأ النقاش فيها بشأن سفر الشبان، منذ أكتوبر 2020، وفي مقابلها كان هناك مجموعات عامة وأخرى خاصة عبر “فيسبوك” يتولى إدارتها أشخاص يعيشون في مناطق سيطرة الأسد.

 

من بينها مجموعة “شو بدك تشتغل؟”، والتي كانت قد نشرت إعلانا لشركة “صيادو داعش” الأمنية، في 28 من أكتوبر الماضي، يتضمن عرضا للالتحاق ضمن مجموعات عسكرية من أجل “حراسة منشآت نفطية” في فنزويلا، لقاء الحصول على راتب شهري بقيمة 1000 دولار، وبعقد يمتد لأكثر من ثلاثة أشهر.

 

الإعلان الذي نشرته المجموعة الخاصة بسكان العاصمة دمشق لاقى رواجا بين مئات الشبان، والذين استفسروا في أكثر من 200 تعليق عن آلية التسجيل والالتحاق وعن الرواتب الشهرية التي سيتقاضونها بعد السفر، وكان من الملاحظ وجود أشخاص يسمّون بـ”المستقطبين” وعملوا على نشر أرقام التواصل معهم، من أجل التنسيق واستقطاب الشبان الراغبين بالخروج للعمل في فنزويلا. 

 

“المستقطب” أو “المندوب” بحسب ما قالت مصادر مطلعة لـ موقع “الحرة” هو الشخص الذي يعمل كـ “وسيط ومنسّق عروض” بين الشركات الأمنية العاملة في مناطق سيطرة النظام وبين الشبان، ويتولى مهمة تقديم العروض حول عمليات التجنيد، سواء داخل الحدود السورية أو خارجها، كما يعمل على تسجيل أسماء الراغبين بتجنيدهم في الخارج، و”تزكيتهم” لدى الأفرع الأمنية، في أثناء الدراسة التي من المفترض أن تجرى عنهم قبل العبور من الحدود.

 

أكثر من 22 وأقل من 50  

في الخامس عشر من أكتوبر الماضي توجه الشاب الثلاثيني “محمد” (اسم مستعار) إلى مكتب شركة “القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية”، الواقع في المدخل المؤدي إلى المشفى العسكري “601”، بعد أسابيع من التنسيق مع “مستقطب”، حسب قوله، من أجل إتمام عملية التسجيل للسفر إلى فنزويلا، “للعمل مع الأصدقاء الروس” على حراسة المنشآت النفطية ومناجم الذهب، الواقعة هناك. 

 

الشاب الذي تواصل معه موقع “الحرة” بشكل غير مباشر عبر شخص على معرفةٍ به ويقطن في العاصمة دمشق يضيف أن الأوراق المطلوبة لعملية التسجيل هي 5 صور شخصية، والبطاقة الشخصية (الهوية)، بالإضافة إلى “بيان وضع تجنيدي”، وبيان من وزارة الصحة في حكومة النظام، للتأكد من خلوه من الأمراض السارية. 

 

عروض التجنيد للسفر إلى فنزويلا من قبل الشركات الأمنية السورية لا تشمل جميع الأعمار، بل تستهدف الفئة العمرية بين 22 عاما و 50 عاما، وفق الشاب الذي أكمل أواخر الشهر الماضي عملية التسجيل، وينتظر في الوقت الحالي تحديد موعد السفر، الذي تبدل لثلاثة مرات حتى الآن، كان آخرها في 15 من نوفمبر الحالي.

 

وكانت “شركة القلعة” التي تنسّق عمليات التجنيد إلى فنزويلا قد تأسست في أكتوبر من عام 2017 كـ “شركة محدودة المسؤولية”، وتختص في حماية المنشآت، وتشمل قطاع المنشآت الحيوية، ويديرها رجل أعمال النظام السوري، خضر علي طاهر “أبو علي خضر”، وهو وسيط ومقاول محلي بارز لـ “الفرقة الرابعة” في قوات الأسد، ويعرف بقربه من ماهر الأسد وإيران. 

 

ولا تقتصر نشاطات الشركة الأمنية (القلعة) في عمليات التجنيد على العاصمة دمشق، بل تنسحب إلى مدينة اللاذقية ومدن حمص، درعا، السويداء، سلمية في ريف حماة بحسب ثلاثة مصادر تحدث إليها “موقع الحرة”، وبموازاة عملها تنشط شركات أمنية أخرى في ذات العملية، على رأسها “شركة الصياد” (صائدو داعش)، “شركة شروق للحماية والحراسات”، “شركة العرين لخدمات الحراسة”.

 

ووفق المعلومات فإن عمليات التجنيد تختلف بين مدينة وأخرى، ويعود ذلك إلى نسب الإقبال في كل محافظة للالتحاق.

 

وبالعودة إلى ما يشهده العالم الافتراضي الخاص بالسوريين من تحوّل غير مسبوق للانخراط في عمليات تجنيد مجهولة المستقبل وحتى مجهولة التفاصيل التي ستكون عليها، فإن ما سبق هو انعكاس لواقع حالي باتت مناطق سيطرة النظام تعيشه الآن، ولاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي كان لها وقعا خاصا على جيل الشباب، والذي يقف الآن أمام مفترق طرق، بعد تسع سنوات من الحرب، إما التجنيد لكسب المال، أو البحث عن “فرصة عمل” غير موجودة ولن تكون متوفرة في الوقت القريب. 

 

أشهرٌ قليلة تفصل بين عمليات التجنيد التي تديرها حاليا الشركات الأمنية السورية، والتي تحظى وتعمل تحت غطاء الروس والإيرانيين أيضا، وبين عمليات التجنيد المماثلة والتي شهدتها معظم المدن السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، للقتال في ليبيا إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، في الفترة الممتدة من أواخر عام 2019 حتى يونيو 2020. 

 

ومنذ عام وحتى اليوم بات الشبان السوريون، وبالأخص في مناطق سيطرة نظام الأسد سلعة تعمل روسيا على استثمارها لخدمة مصالحها الإقليمية والدولية، وإلى جانبها إيران أيضا، التي تسير في ذات الطريق، وكان لها النصيب الأكبر من عمليات التجنيد في محافظة درعا، الواقعة في الجنوب السوري. 

 

وكلاء للروس في اللاذقية

من مدينة دمشق إلى اللاذقية لا تختلف عمليات التجنيد كثيرا، خاصةً أن عنوانها “حراسة مناجم الذهب والمنشآت النفطية لصالح الأصدقاء الروس”.

 

ووفق ما قال مصدر مطّلع من مدينة اللاذقية لـ “موقع الحرة” فإن عمليات التجنيد تقودها شركة “صائدو داعش” (الصياد)، والتي يتبع لها مكاتب “استقطاب” في منطقة معسكر الطلائع بالقرب من مخيم الرمل الجنوبي، وكانت قد استخدمتها في الأشهر الماضية لتجنيد مئات الشبان للسفر إلى ليبيا. 

 

وأضاف المصدر (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) أن التجنيد حاليا يقتصر فقط على تسجيل الأسماء وإجراء “الفيش الأمني” للراغبين بالسفر لـ “حراسة المنشآت النفطية”، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات النقل في ديسمبر المقبل، ويناير 2021. 

 

شركة “صائدو داعش” كانت تأسست بدعم روسي كامل ماليا وعسكريا، في بلدة السقيلبية في ريف حماة الشمالي، وقد حصلت على ترخيص تجاري من “مديرية التجارة الداخلية” في حماة، في مارس 2017.

 

وفي دراسة كان قد نشرها الصحفي السوري منهل باريش في برنامج “مسارات الشرق الأوسط” فإن ترخيص الشركة تم تحت اسم شركة “الصياد لخدمات الحراسة والحماية محدودة المسؤولية”.

 

ويملك الشركة ثلاثة شركاء هم أديب أمين توما، ويسار حسين إبراهيم، وفواز ميخائيل جرجس، الذي عُيّن مديرا لها، وهو طبيب ومدرّس في جامعة تشرين، مقرّب من الروس، وزوجته روسية، ونجله حائزٌ على وسامٍ من الرئيس الروسي عام 2018. 

 

ويوضح المصدر الذي تحدث إليه “موقع الحرة” أن العقود التي ينسّق لها “وكلاء” الشركات الأمنية تمتد لأكثر من خمسة أشهر، ويتراوح البدل المالي الشهري بين 2000 و2500 دولار.

 

وإلى جانب الأوراق السابقة المذكورة واللازمة للتسجيل، يتابع المصدر: “هناك سلفة مالية تتراوح من ألف وحتى ألفين دولار، لكن زمن استلامها لم يحدد حتى الآن، في حين جاء بالعقد أن عملية استلام الرواتب ستكون بشكل شهري، بموجب وكالة من كاتب العدل للشخص الذي سيوكله المقاتل المجند”. 

 

العدد الأكبر في السويداء 

في سياق ما سبق وضمن عمليات التجنيد الرائجة للشبان السوريين للقتال خارج الحدود، وخاصةً في الوقت الحالي إلى فنزويلا، وإلى جانب ما تم ذكره عن دمشق واللاذقية، كشفت شبكة “السويداء 24” المحلية في تحقيق لها، نشر منذ أيام تفاصيل “تجنيد أولي” لحوالي 3500 مواطن في السويداء من فئات مختلفة تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 55 عاما.

 

وقالت الشبكة إن الشبان سجلوا أسمائهم خلال شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الحالي للسفر إلى فنزويلا، في رحلة يجهلون تفاصيلها، بعد تقديم وكلاء الشركات الأمنية في المحافظة عروضا مغرية لهم، برواتب شهرية تصل إلى 4500 دولار شهريا.

 

الشبكة أشارت إلى أن الشركات الأمنية التي جندت السوريين كـ “مرتزقة” للقتال في ليبيا، هي ذاتها التي تعمل على تجنيدهم اليوم للسفر إلى فنزويلا، مؤكدةً عدم مغادرة أي دفعة إلى فنزويلا حتى الآن، حيث تم تحديد مواعيد مختلفة للسفر وتأجيلها، رغم وصول الموافقات الأمنية من جهاز “المخابرات العسكرية”.

 

وحسب معلومات عرضتها الشبكة المحلية في تحقيقها نقلا عن وسيط يعمل لصالح شركة “الصياد” الأمنية فإن تأجيل سفر الشبان إلى فنزويلا لعدة مرات جاء من “الجانب الروسي”، على أن تتم عملية النقل في الأيام المقبلة، أولا إلى قاعدة حميميم بريف اللاذقية، وفيما بعد عبر باخرة إلى فنزويلا في رحلةٍ قد تستغرق شهر. 

 

شادي عزام ناشط مدني، وينحدر من مدينة السويداء، يقول في تصريحات لـ “موقع الحرة” إن عمليات التجنيد التي تقوم بها الشركات الأمنية برعاية روسية تشمل جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في السويداء وسلمية ودمشق وطرطوس أيضا.

 

ويضيف عزام: “النقطة التي تميز التجنيد الحالي إلى فنزويلا عن سابقاته هو الأعداد الكبيرة من الشبان التي تُقدم على تسجيل أسمائها”، مشيرا إلى أن العدد الكبير الذي يدور الحديث عنه حول شبان السويداء يرتبط بكون فنزويلا وجهة سابقة للمغتربين من أبناء المحافظة، ولاسيما في السنوات التي سبقت أحداث الثورة السورية.

 

ويشير الناشط المدني إلى دور يلعبه نائب الرئيس الفنزويلي، طارق زيدان العيسمي في التسهيل لهكذا عمليات، وبالأخص من السويداء التي تعود أصوله إليها. 

 

وكان العيسمي قد عُيّن في منصب نائب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في مطلع عام 2017، وهو مدرج على قائمة العقوبات الأميركية الخاصة بالمخدرات، لقيامه بدور كبير في تسهيل تهريب المخدرات، على المستوى الدولي”. 

 

ووفقا لملف سري جمعه عملاء فنزويليون، فقد ساعد العيسمي وعائلته السورية الأصل في تسلل مقاتلي “حزب الله” إلى فنزويلا، وانخرطوا في العمل مع تجار مخدرات وقاموا بحماية 140 طنا من مواد كيميائية يعتقد أنها تستخدم لإنتاج الكوكايين، ما ساعد في تكوين امبراطورية ضخمة في وقت كانت فيه البلاد تعاني فيه من الفوضى والفقر ونقص كبير في الدواء والغذاء.

 

درعا من حصّة إيران 

إلى الغرب قليلا من السويداء، إلى جارتها درعا فقد كانت السبّاقة في عمليات التجنيد الحديثة، لكنها لصالح إيران، والتي استقطبت ومن خلال الشركات الأمنية السورية عشرات الشبان، للعمل على متن بواخر النفط العابرة إلى فنزويلا. 

 

وتختلف العقود المبرمة مع شبانٍ من درعا عن غيرها من المحافظات، ويقول ناشط مدني من المحافظة في تصريحات لـ “موقع الحرة” إن عمليات التجنيد بدأت في درعا منذ شهر سبتمبر الماضي. 

 

ويضيف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه أن أكثر من 70 شابا من درعا وقعوا عقودا مع شركات أمنية إيرانية، بواجهة الشركات الأمنية السورية، للقيام بمهمة “مرافقة البواخر الإيرانية في البحر المتجهة إلى فنزويلا”. 

 

وبموجب العقود المبرمة، أجرى الشبان قبل توجههم لمرافقة البواخر تدريبات لأكثر من شهر في مدينة اللاذقية، وذلك على نفقتهم الخاصة.

 

ويوضح الناشط المطلع على تفاصيل العقود المبرمة: “الرواتب الشهرية للشبان تتراوح بين 2000 و 2500 دولار شهريا”، مشيرا إلى دفعة أخرى من الشبان تتحضر في الوقت الحالي للانتقال إلى اللاذقية لإجراء التدريبات، ومن ثم الالتحاق لمرافقة البواخر الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا. 

 

وفي وقت سابق من سبتمبر الماضي كان الناشط الحقوقي، عمر الحريري قد نشر تغريدة عبر “تويتر” كشف فيها عن عمليات تجنيد في محافظة درعا، وقال: “في جنوب سوريا تجنيد لإرسال مقاتلين لأغراض حماية وعمل بمنشآت ونواقل نفط في فنزويلا. وفي شمال سوريا هناك إرسال للمقاتلين إلى أذربيجان”.

 

ويوجد بفنزويلا احتياطيات نفطية هائلة، لكن أزمتها الاقتصادية طويلة الأمد جعلت البلاد تواجه نقصا حادا في الوقود، وكان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو قد لجأ إلى مساعدة طهران للحصول على شحنات النفط، الأمر الذي أشعل فتيل التوتر مؤخرا مع الولايات المتحدة الأميركية. 

 

وتعتبر واشنطن الشحنات الإيرانية إلى فنزويلا انتهاكا لسياسة العقوبات التي تفرضها، والتي تتضمن حظرا على المعاملات التجارية مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية” بي دي في اس ايه”، وبشكل روتيني تقوم البحرية الأميركية بدوريات في مياه منطقة البحر الكاريبي، بالقرب من الطريق المحتمل للناقلات الإيرانية.

 

كارثة قد تمتد إلى أجيال قادمة 

كثيرةٌ هي الأبعاد والعوامل التي تقف وراء انخراط الشبان السوريين في عقود التجنيد التي ترعاها موسكو وطهران، لكن أبرزها هو البعد المعيشي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد، بعد سنوات طويلة من الحرب، وخاصةً في ظل عدم وجود أي أفق سياسي أو اجتماعي لما سيكون عليه المستقبل، والذي ماتزال تفاصيله غامضة حتى الآن. 

 

الكاتب والصحفي السوري، حافظ قرقوط يقول في تصريحات لـ “موقع الحرة”: “نحن أمام كارثة إنسانية في سوريا. هي نتاج تراكم السنوات العشر الماضية، والتي أوصلت المجتمع السوري إلى ما هو عليه الآن من انعدام أي أملٍ في المستقبل، بالتوازي مع حالة من السوداوية”. 

 

ويضيف قرقوط: “الروس تاريخيا لم يكونوا أصدقاء الشعوب، ومنذ عصر الاتحاد السوفييتي (قبل أن يتفكك) فقد تعاملوا مع شعوب الأرض بطريقة الارتزاق، للوصول إلى مصالح آنية مباشرة”، لافتا إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يحاول استغلال الفرصة حاليا لتحويل الشبان السوريين إلى “مرتزقة” لخدمة مصالحه الإقليمية والدولية.

 

وفي الوقت ذاته يحاول الروس أيضا اللعب على وتر “الألفة” بين السويداء وفنزويلا، من أجل تسهيل طرق تجنيد أبناء المحافظة، وهو الأمر الذي يعتبر عاملا أساسيا جعل السويداء تحتل العدد الأكبر من الأسماء المسجلين لدى الشركات الأمنية السورية، حسب قرقوط.

 

ذراع على الأرض بتكلفة “بخسة” 

بالانتقال إلى زاوية أخرى تتعلق بالتدخل الروسي في فنزويلا، والأهداف التي ترسم عليها في البلاد، التي تشهد صراعا قد ينفجر في أي لحظة، في المرحلة المقبلة، يقول ناصر زهير مستشار في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في مركز “جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية” إن “روسيا باتت تتبع سياسية إرسال المرتزقة بشكل كبير في الفترة الأخيرة إلى الدول التي لا تستطيع إرسال قوات رسمية إليها، وهذا ما حدث في ليبيا، إذ حققت مرتزقة فاغنر الهدف الروسي بالتواجد على الأرض عسكريا، وبأن يكونوا ورقة ضغط في أي مفاوضات سياسية مع الدول الكبرى”.

 

ويضيف زهير، المقيم في باريس في تصريحات لـ “موقع الحرة”: “في فنزويلا الآن يوجد صراع سياسي بين الرئيس مادورو وبين المعارضة بقيادة غوايدو (…) روسيا تدعم مادورو ولها مصالح على صعيد المشتقات النفطية ومصالح اقتصادية وسياسية”.

 

وفي الوقت الحالي يشير الباحث إلى أن روسيا تحتاج الآن إلى قوة عسكرية موجودة هناك (فنزويلا)، لكي تكون لها ورقة ضغط، في حال اندلاع أي صراع مسلح، أو القيام بعمليات عسكرية، لافتا: “فنزويلا على شفا صراع قادم في الفترة الأخيرة، وربما يكون بالتدخل من إدارة بايدن أو بأدوات أخرى من قبل دول أميركا الجنوبية”.

 

وتأتي محاولات تجنيد المقاتلين السوريين للذهاب إلى فنزويلا من الجانب الروسي في نطاق تجنيد واستخدام لهم بتكلفة أقل وبآليات محددة، كي يكونوا ذراعا لروسيا هناك.

 

ومن نقطة أخرى يوضح زهير أن “الشركات الأمنية غير المحسوبة على الكرملين أو على السلطة الرسمية تغري موسكو، وهو الأمر الذي ينطبق على مرتزقة فاغنر، والتي تلوّح روسيا بأنها غير رسمية في أثناء ردود الفعل السلبية والانتقادات الموجهة لها”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى