سجّلت بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي، أكثر من 20 عملية انشقاق بين عناصر المليشيا المحلية التي شُكّلت في البلدة بموجب اتفاق “التسوية” نهاية العام الفائت، بإشراف “الفرقة الرابعة”.
وقالت شبكة “صوت العاصمة” في تقرير اليوم الأحد 31 كانون الثاني، إن ثمانية شبان من الخاضعين لعملية “التسوية” مؤخراً، والمنضمين إلى صفوف الميليشيا المحلية، تمكنوا من الوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا خلال الأسبوع الفائت.
وأضافت الشبكة أن 14 شاباً من عناصر الميليشيا ذاتها، رفضوا الالتحاق بقطعهم العسكرية، وتواروا عن الأنظار ضمن المنطقة، بعد تسليمهم مهمات قتالية على جبهات الشمال السوري والبادية.
وبيّنت الشبكة أن السبب الرئيسي للانشقاقات وامتناع الشبان عن الالتحاق بقطعهم العسكرية، جاء على خلفية إصدار قرار يقضي بنقلهم للقتال على الجبهات المشتعلة، خلافاً للاتفاق الذي نص على قضاء خدمتهم داخل البلدة.
وأشارت الشبكة إلى أن عملية الاعتقال التي طالت اثنين من عناصر الميليشيا قبل أيام، أثناء مرورهما عبر حاجز مؤقت يتبع لـ “المخابرات الجوية” في منطقة السومرية، دفعت عدداً من الشبان لمغادرة المنطقة خوفاً من ملاقاة المصير ذاته.
وبحسب الشبكة فإن الانشقاقات تزامنت مع سلسلة الاجتماعات التي عُقدت بين القوات الروسية وأهالي البلدة قبل أيام، والتي طرح الروس خلالها ملف تشكيل ميليشيا محلية في كناكر، تتبع للقوات الروسية بشكل مباشر.
قائد “قوات الغيث” الرديفة لـ “الفرقة الرابعة”، والمسؤول المباشر عن المليشيا المحلية التي شُكّلت في كناكر مؤخراً، العميد “غياث دلة” أصدر قراراً منتصف الشهر الجاري، قضى بإيقاف العمل على إنشاء مقر عسكري تابع للرابعة في البلدة، بعد اعتراضات قدمها أهالي كناكر خلال اجتماع مع لجنة المصالحة في المنطقة، طالبوا فيها بإلغاء مشروع إقامة المقر.
وبدأت “الفرقة الرابعة” نهاية تشرين الثاني الفائت، بتأهيل مبنى “معمل السجاد” في كناكر، بهدف إقامة مقر للمليشيا المحلية التي تشكلت بموجب اتفاق التسوية الأخير، والبالغ عدد عناصرها قرابة الـ 90 عنصراً، ليكون بمثابة نقطة إسناد داخل البلدة.
وتعاني مناطق “التسويات” في ريف دمشق من انتهاكات متكررة تقوم بها قوات الأسد والمليشيات التابعة لها، أبرزها الاعتقالات والقيام بحملات تجنيد لزج الشبان في المناطق المشتعلة بالشمال السوري أو ضد داعش في محاور البادية.