شهد الشمال السوري أمس السبت 12 حزيران، تصعيداً خطيراً بالقصف راح ضحيته 79 مدنياً بين قتيل وجريح بحسب ما وثق الدفاع المدني السوري.
وقال الدفاع المدني إن مدينة عفرين بريف حلب الشمالي تعرضت لقصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي، واستهدف القصف الأحياء السكنية.
ولفت إلى أنه وبعدما هُرِع متطوعو الخوذ البيضاء والعمال الإنسانيين لإنقاذ المدنيين، وبعد وصولهم إلى مشفى الشفاء في المدينة، تجدد الاستهداف لنفس المنطقة وللمشفى التي أُسعف إليها الضحايا، ما أدى لمقتل 15 مدنياً في حصيلة غير نهائية (4 نساء، وطفل، و7 رجال، و3 مجهولو الهوية) من بينهم اثنان من الكوادر الطبية واثنان من العمال الإنسانيين، فيما أصيب 42 مدنياً (13 امرأة، و5 أطفال، و25 رجلاً) ومن بينهم 11من الكوادر الطبية و 3 من متطوعي الدفاع المدني السوري.
يشار إلى أن الأنباء تضاربت بشأن الجهة التي شنت القصف على عفرين، ففي حين اتهمت الحكومة السورية المؤقتة قوات سوريا الديمقراطية بالمسؤولية عنه، نفت الأخيرة مسؤوليتها، وقالت في بيان: ” نشرت بعض وسائل الإعلام أخباراً غير صحيحة حول عملية استهداف لمركز مدينة عفرين مساء اليوم ونُسبت إلى قواتنا. أننا في قوّات سوريا الديمقراطية نؤكد على أنه ليس لدينا أيّ تواجد في تلك المناطق، وندعوا كافة وسائل الإعلام إلى الإلتزام بالمصداقية في نشر الأخبار التي تخصّ قواتنا”.
وبالتزامن مع القصف الذي تعرضت له مدينة عفرين، كانت الطائرات الحربية الروسية تشن غاراتها على ريف إدلب الجنوبي ومدفعية قوات الأسد تستهدف الأحياء السكنية، ما أدى لمقتل 3 مدنيين ( فتاة، وجنين، وشاب)، فيما أصيب 18 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأة، حيث قتل شاب وأصيب 10 مدنيين بينهم طفلان بقصف مدفعي لقوات الأسد على قرية كفرلاتة، وقتلت فتاة وأصيبت امرأة حامل وهي بحالة حرجة، وتوفي جنينها، كما أصيب 7 مدنيين بينهم 3 أطفال بغارات جوية روسية على قرية منطف وأصيب رجل بغارة جوية على قرية سرجة.
وخلال الأسبوع الماضي حتى يوم الجمعة 10 حزيران، استجاب الدفاع المدني السوري لأكثر من 500 هجوم شنته الطائرات الروسية وقوات الأسد على عدة مناطق في شمال غرب سوريا، تسببت تلك الهجمات بمقتل 17 شخصاً بينهم طفلان وامرأة وإصابة 15 آخرين.
وبدأت بوادر موجة نزوح ربما هي الأخيرة والأكبر منذ عشر سنوات وستكون نحو المجهول هذه المرة، فلا مكان أمن للمدنيين، بينما مخيمات الشمال مهددة بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمال استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا.