طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاسبة قتلة الشاب “أمين عيسى العلي” الذي أكدت عائلته أنه قتل تحت التعذيب في سجون قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما نفته الأخيرة.
وقالت السفارة الأمريكية في دمشق على صفحتها الرسمية في فيس بوك، اليوم الخميس 1 تموز، : “تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن وفاة أمين عيسى العلي أثناء احتجازه لدى قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضافت السفارة الأمريكية: “نحن ندعو إلى تحقيق فوري وشفاف. يجب محاسبة أي شخص تثبت مسؤوليته عن الاعتداء أو إساءة معاملة المحتجزين”.
وأمس الأربعاء 30 حزيران، نشرت عائلة الشاب “أمين عيسى العلي” توضيحاً حول ظروف مقتله في سجون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وذلك بعد بيان نشرته الإدارة الذاتية، وقالت فيه إن الشاب لم يُقتل تحت التعذيب، وإنما توفي بأزمة قلبية.
وجاء في بيان نشرته عائلة “العلي” أنه وفي 22 من أيار الماضي، “اقتادت دورية تابعة لآساييش الإدارة الذاتية الديمقراطية ابننا الفقيد أمين عيسى العلي من مواليد ١٩٨٦ من منزله في مدينة الحسكة إلى مقر النيابة العسكرية التابعة للإدارة ذاتها”.
وأضاف البيان أنه “وبعد مراجعة سلطات الإدارة من قبلنا أبلغونا بأنهُ مطلوب كشاهد في قضية فساد تخص بعض الموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية، وأنه سيخرج قريبا ولا داعي للقلق”.
وأشارت العائلة إلى أن السلطات في النيابة العسكرية “ماطلت” في الإفراج عن أمين، ما دفعها إلى الإبلاغ بأنه يعاني من الغدة الدرقية ويحتاج إلى أدويته، “لكن السلطات رفضت استلام الأدوية بحجة عدم وجود وصفة طبية لها”، وتضيف : “وبعد تأمين وصفة تم تسليم الأدوية إلى الناطق الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية، نوري محمود، الذي بدوره لم يعدنا بأنه سيوصل الدواء لأمين . كونه معتقل لدى جهة غير تابعة لـ قسد”.
وأضاف بيان العائلة: ” بتاريخ 28 حزيران الجاري تلقى أخ الفقيد اتصالاً من مشفى الشهيدة ساريا التابع للإدارة الذاتية. بأن وضع أمين الصحي سيء وعليه الحضور. وعند وصوله تم إبلاغه بأن أمين قد فارق الحياة بسبب جلطة دماغية ورفضت إدارة المشفى تسليم الجثة إلا بموافقة خطية من النيابة العسكرية”.
وأشارت العائلة إلى أن طبيباً شرعياً كشف على الجثة وأعد تقريراً طبياً ورد فيه أن الشاب القتيل تعرض لـ (كسر في الفك – نزيف داخلي في الجمجمة – آثار ضرب على الركبة- ضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس- حرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار- آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية- أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه- حرق اليدين من تحت الابط إلى الكف بالماء الحار- حفر في جلدة البطن”.
ورفضت العائلة البيان والصور التي تم نشرها من قبل الإدارة الذاتية، وقالت : “وبناء عليه نحن عائلة الفقيد الشاب أمين عيسى العلي نؤكد استعدادنا لإعادة تشريح الجثة وفتح القبر مجددا تحت أنظار وسائل الإعلام وليس فقط بحضور وكشف من قبل لجنة أطباء محايدين ومختصين علما أن آثار التعذيب والتشوهات الجسدية واضحة لأي انسان عادي”.
كما طالب البيان “المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بفتح تحقيق دولي نزيه وشفاف وعادل ومستقل للكشف عن ملابسات هذه الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة وفي الوقت نفسه نحمل السلطات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مسؤولية مقتل ابننا تحت التعذيب بصفتها حكومة أمر واقع مسؤولة عن سلامة وأمن المواطنين في كامل المنطقة التي تسيطر عليها”.
وكان مكتب شؤون العدل والإصلاح، وهو أحد مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قال إن المعلومات المتداولة عن حالة وفاة في سجن في الحسكة تحت التعذيب مخالفة للحقيقة والواقع، وإن الصور التي تم نشرها غير عائدة لجثة المتوفى، وخاضعة لأعمال مونتاج.
وقال بيان صادر عن مكتب شؤون العدل والإصلاح إن “المرحوم كان يعاني من أمراض سابقة ومشاكل صحية وكان يأخذ الأدوية التي قام أهله بجلبها إلى المركز وفق وصفات طبيبة مرفقة.”
وأضاف: “بالكشف على الجثة تبين عدم وجود أي آثار عنف وشدة وتعذيب وأن سبب الوفاة عبارة عن جلطة دماغية ناجمة عن توتر شرياني بحسب التقارير الطبية.”
وكان ناشطون على مواقع التواصل نشروا صوراً قاسية للشاب أمين العلي، حيث يظهر على جسده آثار تعذيب شديد، الأمر الذي استنكره السوريون، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.