فشلت الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية ضد درعا البلد، في وقت شن فيه شبان مسلحون من درعا هجمات ضد مواقع لقوات الأسد وسيطروا على 30 نقطة عسكرية في المحافظة.
وقال “تجمع أحرار حوران”، إن قوات الأسد شنت صباح الخميس 29 تموز، حملة من القصف المكثف بقذائف الهاون والدبابات والمضادات الأرضية على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا.
وحاولت مجموعات تابعة لمليشيات “الفرقة الرابعة” و”الحرس القومي العربي”، وهي أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني التقدّم من ثلاثة محاور نحو درعا البلد من مناطق النخلة وقصاد والقبة، وسط اشتباكات عنيفة، وتصدي من قبل أبناء المنطقة، حيث تكبدت المجموعات المتقدمة خسائر في الأرواح أثناء محاولتها التقدم.
ضحايا مدنيون
أدت الهجمات الصاروخية على أحياء درعا البلد إلى ارتقاء 6 شهداء وسقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين، في ظل عدم توفر أية مواد إسعافية، بعد إغلاق النقطة الطبية الوحيدة في درعا البلد جراء استهدافها من قبل قناصي “الفرقة الرابعة”.
كما استهدفت قوات الأسد المنازل السكنية في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي بعدد من صواريخ “الفيل”، ما أدى إلى وقوع مجزرة ارتقى خلالها 5 شهداء بينهم امرأة وأربعة أطفال، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، الأمر الذي أدى حركة نزوح كبيرة شهدتها البلدة نظراً لشدة القصف.
كما سقط شهيدان مدنيّان وجرحى آخرون في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، نتيجة استهداف المدينة بقذائف المدفعية الثقيلة من مواقع النظام العسكرية المتواجدة على أطرافها، أما في مدينة انخل فأصيب طفلان بجروح متفاوتة الخطورة جراء إصابتهما بشظايا قذائف الهاون التي سقطت على المدينة.
السيطرة على نقاط عسكرية
رداً على تلك الهجمات التي شنتها ميليشيات “الفرقة الرابعة” على درعا البلد قام أبناء قرى وبلدات درعا تحت اسم “معركة الكرامة” بالهجوم على الحواجز المتواجدة على مفاصلها وسيطروا على معظمها.
حيث قطعت مجموعة من أبناء بلدة صيدا شرقي درعا، الأوتوستراد الدولي (دمشق – عمان) نارياً أمام مجموعات النظام العسكرية القادمة إلى المحافظة، وسيطرت على حاجز المساكن العسكرية التابع لـ “الأمن العسكري”، ومفرزة “الأمن العسكري” والحاجز أمامها، إضافة إلى حاجز مشفى صيدا بعد اشتباكات دارت مع قوات النظام فيها، وأسروا عدداً من العناصر والضابط هناك، في حين سيطر أبناء بلدة أم المياذن شرقي درعا، على حاجزين عسكريين ، واغتنموا دبابة وأسلحة متنوعة، إضافة إلى حاجزين عسكريين في بلدة كحيل، ليصبح بذلك مجموع الأسرى نحو 70 عنصراً.
وإلى الأمام قليلاً، سيطر أبناء بلدة النعيمة على حواجز “الرادار، السرو ومزرعة النّعام”، واستطاعوا أسر العناصر المتواجدين عليها، وسيطرت مجموعة أخرى من الشبان على حاجز عسكري لقوات النظام بين بلدتي صيدا والطيبة بريف درعا الشرقي، إضافة إلى الحواجز العسكرية في بلدة الجيزة، كما هاجموا كتيبة الفدائية على طريق صيدا – الطيبة.
الأمر ذاته في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، حيث سيطر أبناؤها على الحواجز العسكرية في المدينة، وقتلوا عدداً من عناصر “المخابرات الجوية”، وأسروا اثنين آخرين.
وسيطرت مجموعة من أبناء المنطقة الغربية من درعا على حاجز “البكار” التابع لقوات النظام، والواقع بين بلدة البكار ومدينة تسيل بريف درعا الغربي، ومركز لـ “المخابرات الجوية” في البلدة، وحاجزاً يفصل بينها وبين بلدة سحم الجولان غرب درعا، وتمكنوا من أسر أكثر من 30 عنصراً.
كما سيطر شبان درعا على معسكر زيزون ومعسكر الصاعقة وحاجز الكنسروة بريف درعا الغربي بعد انسحاب عناصر قوات الأسد من هذه المواقع، إضافة إلى مفرزة “الأمن العسكري” في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، واستولوا أيضاً على تل السمن قرب مدينة طفس بريف درعا الغربي، وأسروا عدداً من عناصر وضباط النظام فيه، كما هاجموا منطقة الري الواقعة بين اليادودة والمزيريب ليسفر ذلك عن حالات انشقاق في صفوف عناصر النظام.
وإلى شمال غرب درعا، سيطر أبناء مدينة جاسم على حاجزي “السريا و القطاعة” وأسروا عدداً من عناصر النظام المتواجدين فيها، فيما استمرت الاشتباكات حتى ساعات المساء في محيط المركز الثقافي الذي يتخذه فرع أمن الدولة مقراً له، كما قتل وجرح 10 عناصر على حاجز طريق “تل الجابية” غربي مدينة جاسم نتيجة مهاجمته من قبل أبناء المنطقة، في حين سيطر أبناء مدينة انخل على حاجز “المسلخ”، والحاجز الواقع على طريق بلدة سملين، وحاجز آخر غربي بلدة نمر.
وفي منطقة اللجاة هاجم أبناء المنطقة حاجز قيراطة وقتلوا العديد من العناصر على الحاجز لينسحب فيما بعد من تبقى من عناصر النظام خارج المنطقة.
وترافق ذلك بهجمات عشوائية قام بها أبناء درعا وكان أهمها تفجير سيارة عسكرية بعبوة ناسفة تقل عناصر وضابط من قوات الأسد على الطريق الواصل بين مدينتي ازرع والشيخ مسكين بريف درعا.
يشار إلى أن هذا التصعيد في درعا جاء رغم التوصل قبل أيام لاتفاق تسوية جديد ينص على تسليم السلاح الخفيف الذي بحوزة الأهالي وإنشاء نقاط عسكرية لقوات الأسد داخل درعا البلد، إلا أن مليشيات “الفرقة الرابعة” انقلبت على الاتفاق وشنت محاولات تقدم لاقتحام درعا البلد.