أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” وجود عجز هائل في عمليات تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا خلال خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 من خلال عدم تقديم المبالغ اللازمة لتمويل القطاعات الإنسانية، حيث وصلت نسبة العجز في الاستجابة إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 89% من التمويل اللازم.
وأضاف الفريق في بيان: “يضاف إلى العجز الحالي عجز جديد في تمويل الاستجابة الخاصة للمتضريين من الزلزال الذي أصاب المنطقة بتاريخ السادس من فبراير الماضي بنسب عجز تجاوزت 70%”.
وعلى صعيد الأمن الغذائي، عمد برنامج الأغذية العالمي WFP على البدء بإجراءات حذف أكثر من 2.5 مليون مستفيد في سوريا من المساعدات الغذائية اعتباراً من يوليو القادم في حال عدم الحصول على التمويل الكافي بعد أن وصل عجز البرنامج إلى 98.9%، كما سيقوم البرنامج بزيادة المدة الزمنية لتقديم المساعدات من شهر واحد إلى أكثر من 40 يوماً في حال استمر العجز في تمويل العمليات الخاصة به خلال الفترة القادمة.
وتابع البيان: “لم تستطع الأمم المتحدة تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تم التعهد بها سابقاً خلال مؤتمرات المانحين وبن تستطيع في الفترة القادمة تأمين تلك الالتزامات مما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع”.
وأردف: “جميع الأرقام المعلن عنها حتى الآن تشمل كافة الأراضي السورية ولدى الانتقال إلى مناطق شمال غرب سوريا نلاحظ وجود عجز أكبر في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص”.
وبحسب البيان فإن المخاوف تزداد “من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيين في شمال غرب سوريا”، كما طالب الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات.
ودعا البيان “جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى توفير الحماية والدعم الذي يعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفاً وهذا يشمل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال”.
وكان “برنامج الأغذية العالمي” أعلن أنه يعتزم إيقاف المساعدات عن أكثر من مليوني شخص في سوريا، بسبب نقص في التمويل.
وذكر البرنامج في بيان أن نقص التمويل سيؤدي إلى إجبار البرنامج على إلغاء المساعدة لما يصل إلى مليونين ونصف المليون شخص في جميع أرجاء سوريا اعتباراً من تموز.
وأشار إلى أن البرنامج ساعد في نيسان الماضي مليونين ومئتي ألف شخص شخص في سوريا، بما في ذلك نحو ثلاثمئة وستين ألف شخص تلقوا مساعدات نقدية بقيمة أربعة ملايين ونصف المليون دولار أميركي.
يذكر أن السوريين في مناطق السيطرة الثلاثة يعانون من أوضاع معيشية صعبة، خصوصاً مع شح فرص العمل وهبوط العملة المحلية لمستويات قياسية مقابل الدولار، الأمر الذي جعل قسماً كبيراً منهم ينتظرون المساعدات الدولية أو التحويلات المالية من ذويهم في الخارج.