كشفت مصادر إعلامية أن الأمم المتحدة ستستأنف إدخال قوافل المساعدات الإنسانية بعد التوصل إلى تفاهم مع حكومة الإنقاذ (ذراع هيئة تحرير الشام المدنية) التي تدير المنطقة.
ومن المفترض أن “تدخل أولى قوافل المساعدات الأممية في وقت قريب وذلك بعد تفويض مكتب تنسيق العمل الإنساني الأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى” بحسب حديث مدير معبر باب الهوى مازن علوش لـ”المدن”.
ويوضح علوش أنه “منذ انتهاء التفويض السابق قبل أكثر من شهرين لم تدخل أي مواد إغاثية للسكان في المنطقة عبر معبر باب الهوى”، مؤكداً أن الاتفاق الأخير بين الأمم المتحدة والنظام غير معترف به من إدارة المنطقة، ولم تدخل بموجبه أي شاحنات إغاثية.
وأنشأت حكومة الإنقاذ خلال الأيام الماضية “مكتب تنسيق العمل الإنساني” (HAC) كوسيط بين منصات تنسيق الدعم الدولية والإقليمية والعالمية وبين المؤسسات المنفذة العاملة في شمال غرب سوريا. ويقول المكتب إنه يعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء من بينها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية.
وكانت الأمم المتحدة طلبت في بيان صادر في 11 أيلول/سبتمبر، من مكتب تنسيق العمل الإنساني “تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير منقطع إلى إدلب ونواحيها عبر معبر باب الهوى الحدودي، حيث تقر الأمم المتحدة بالدعم المستمر الذي يقدمه مكتب تنسيق العمل الإنساني لضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني والأصول في شمال غرب سوريا”.
وردّ المكتب في بيان صادر في 12 أيلول/سبتمبر، بتفويض الأمم المتحدة وبشكل مستقل باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية وعبور المهمات الإنسانية لفرق الأمم المتحدة.
وعقب انتهاء التفويض الدولي لدخول المساعدات الأممية من معبر باب الهوى في تموز/يونيو، وقّعت الأمم المتحدة اتفاقاً مع النظام، يقول مراقبون إنه يحوي بنوداً غير معلنة، تتعلق بزيادة نصيب النظام من مشاريع التعافي المبكر.
ويبدو أن حكومة الإنقاذ -حسب المدن- سعت إلى الحصول على تفاهم مستقل مع الأمم المتحدة من خلال منعها من إدخال المساعدات الأممية من معبر باب الهوى، للضغط على المنظمة الأممية وحثّها على التنسيق معها.
ويوضح المنسق في المجال الطبي والإنساني مأمون سيد عيسى ل”المدن”، أن مكتب تنسيق العمل الانساني هو مكتب تابع لوزارة التنمية في حكومة الإنقاذ، تأسّس منذ شهر، وله مقران الأول في باب الهوى و الثاني في مدينة إدلب.
ويضيف أن الغاية من تأسيس المكتب تمثلت ب” تنسيق العمل الإنساني عموماً والتنسيق مع الأمم المتحدة خصوصا بما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، حيث تغير موقف الأمم المتحدة بما يتعلق بالتعامل مع حكومة الانقاذ فأصبحت تخاطبها كأي جهة معترف بها”.
ويرى سيد عيسى أن “التفويض الحالي عبارة عن قفزة تكتيكية. فقد منعت حكومة الإنقاذ دخول المساعدات من باب الهوى، لكنها وافقت مؤخراً عبر الرسالة التي وجهها مكتب التنسيق الإنساني للأمم المتحدة. والسبب الأول كان اعتراضها على حصر قرار دخول المساعدات من قبل النظام، والثاني هو عدم التنسيق مع حكومة الإنقاذ”.
ويشير إلى أن التفويض الجديد لن يلغي آلية إدخال المساعدات العابرة للحدود التي “ستظل تعمل لكن بقرار من النظام كما شاهدنا نتيجة المراسلات بين الأمم المتحدة والنظام”. ويتابع: “بعد التفاهم سوف تسمح حكومة الإنقاذ بعبور المساعدات قريباً”.
يذكر أن روسيا أحبطت بالفيتو في تموز الماضي قرار تمديد وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى لمدة 9 أشهر.
