كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن طفلاً واحداً في المتوسط يُقتل يومياً جراء تصعيد قوات الأسد وروسيا شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن نحو 2,300 موقع في المنطقة تأثّر بالقصف، مما أدى إلى نزوح أكثر من 120 ألف شخص.
وقال ديفيد كاردين، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية إن “الأمر المحزن بشكل خاص هو التقارير المتزايدة عن وفيات الأطفال، أصغرهم يبلغ من العمر ستة أشهر”، مردفا أنه يكرر دعوته لجميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والأعيان المدنية. وأضاف: “لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يتعرض الطفل لأضرار جانبية”.
وأدت الغارات الروسية والقصف المدفعي لقوات الأسد إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، من بينهم ثلاثة من عمال الإغاثة، و14 امرأة و27 طفلاً، وأصيب 338 آخرون، من بينهم 77 طفلاً، وفقاً للسلطات الصحية المحلية حتى 27 من الشهر الجاري.
وتشير الإحصائية إلى أن طفلاً واحداً في المتوسط يُقتل يومياً خلال فترة التصعيد. وفي يوم 22 من تشرين الأول/أكتوبر وحده، قتل ستة أطفال – جميعهم تحت سن العاشرة بسبب قصف قوات النظام على مجتمع القرقور.
كما ارتفع عدد المرافق الصحية المتضررة من القصف إلى 43 – مقارنة بـ 23 في التحديث الأخير – بما في ذلك مستشفيات الأمومة والأطفال والعديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية. وتشمل المرافق والبنية التحتية الحيوية الأخرى المتضررة 24 مدرسة وأكثر من 20 شبكة مياه.
والجمعة 27 تشرين الأول، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، مسؤولية قوات الأسد عن مجزرة قرية قرقور بريف حماة التي قُتل فيها ستة أطفال.
وأوضح التقرير تنفيذ قوات الأسد المتمركزة في بلدة جورين غربي حماة، يوم الأحد الماضي الثاني والعشرين من تشرين الأول، هجوماً بقذيفة مدفعية على الأطراف الشمالية الغربية من القرية.
وأشار التقرير إلى أن القصف تسبب بمقتل ستة أطفال، بعد إصابة خيمة شيدتها عائلة بجوار منزل تقطنه، كـ “سكن احتياطي” عقب الزلزال، كانوا يلعبون بأرجوحة أمامها، أربع إناث واثنان من الذكور، تحولت أجساد بعضهم إلى أشلاء نتيجة القصف.
وأضاف التقرير: “تزامن قصف قوات النظام السوري على قرية قرقور، مع تحليق طيران استطلاع روسي من نوع أورلان-10 في أجواء القرية، أقلع من معسكر بلدة جورين”.
وعقب المجزرة نفذت مدفعية قوات النظام هجمات بقذائف على محيط قرية قرقور، كما أن فرق الدفاع المدني والإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى موقع المجزرة.
ونقلت عائلة الأطفال الأربعة جثامينهم عبر الدراجات النارية إلى قرية فريكة المجاورة والتابعة لمحافظة إدلب وتم دفنهم فيها، في حين تم دفن الطفلين من عائلة “المحسن” في موقع المجزرة بعد جمع أشلائهم.
كما وثق التقرير مقتل 62 مدنياً، بينهم 24 طفلاً، و13سيدة و3 من العاملين في المجال الإنساني نتيجة التصعيد الأخير، على مناطق في محافظات إدلب وحلب وحماة شمال غربي سوريا، منذ 5 حتى 25 من تشرين الأول 2023.
ووثق أيضاً هجوماً بذخائر عنقودية، وما لا يقل عن 7 هجمات بأسلحة حارقة على مناطق مدنية وبعيدة عن خطوط الجبهات، جميعها على يد قوات الأسد.
يذكر أن مناطق شمال غربي سوريا شهدت مؤخراً تصعيدا بالقصف من قبل قوات الأسد وروسيا، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا بينهم أطفال.