حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن المدنيين في شمال غربي سوريا ما زالوا يتأثرون بتصعيد الأعمال العدائية الأكبر منذ العام ألفين وتسعة عشر، مشيراً إلى أنه منذ الخامس من تشرين الأول الماضي، أدى القتال إلى مقتل ما لا يقل عن اثنين وتسعين مدنياً، أربعون بالمئة منهم أطفال، وأصيب نحو أربعمئة آخرين.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن القصف الذي استهدف الأحياء السكنية في مدينتي إدلب وسرمين أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال السبت الماضي، كما أدى القصف إلى إشعال النار في سوق المدينة، وقصف مخيم للنازحين، ما أسفر عن تدمير أماكن إيواء النازحين.
وأشار دوجاريك إلى أن هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات خلال الأسبوعين الماضيين، مضيفاً أنه في 2 كانون الأول الجاري، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن إحدى المدارس في إدلب تعرضت للقصف في أثناء حضور الطلاب، مما تسبب في وقوع إصابات بين الطلاب والمعلمين.
وعن شمال شرقي سوريا، قال المتحدث باسم الأمين العام إن “الاشتباكات العنيفة في دير الزور تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك محطات المياه والمدارس، فيما يظل نحو 27 ألف شخص نازحين منذ آب الماضي، عندما بدأت الأعمال العدائية في المنطقة”.
وأمس الثلاثاء، وجّه فريق منسقو استجابة سوريا مناشدة للمنظمات والهيئات الإنسانية لمعالجة الوضع الإنساني في شمال غرب سوريا.
وقال الفريق في بيان: “تشهد مناطق شمال غرب سوريا خلال الفترات الأخيرة زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة ،بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.4 مليون نسمة”.
وتابع البيان ‘يشكل النسبة الأكبر منهم من القاطنين ضمن المخيمات ، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، يضاف إليها تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسب مرتفعة للغاية وصلت إلى 88.74 % بشكله وسطي ( مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة)”.
وأردف البيان: “يطلق منسقو استجابة سوريا نداء مناشدة عاجل لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غرب سوريا ، مع دخول فصل الشتاء وتغطية الحد الأدنى من التمويل الخاص لكل قطاع وفق التالي:
– قطاع التعليم : 24 مليون دولار
– قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش : 32 مليون دولار
– قطاع الصحة والتغذية : 13 مليون دولار
– قطاع المأوى: 32 مليون دولار
– قطاع المياه والإصحاح : 18 مليون دولار
– قطاع الحماية: 1 مليون دولار
– قطاع المواد الغير غذائية : 9 مليون دولار”.
وطلب البيان من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً، كما حث المنظمات بالعمل على إصلاح الأضرار السابقة ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات من الحديثة والقديمة بشكل عام.