قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “لا يزال يشعر بالقلق إزاء تأثير الأعمال العدائية المستمرة في شمال غربي سوريا وشمال شرقيها على المدنيين.
وأضاف أن تجدد القتال في سوريا منذ أواخر آب الماضي هو الأكبر منذ العام ألفين وتسعة عشر، وأسفر عن مقتل مئات المدنيين ونزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.
وذكر غريفيث أنه في الخامس والعشرين من كانون الأول الماضي، أصاب القصف والغارات الجوية المناطق السكنية في إدلب وغربي حلب في شمال غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، من بينهم أم وأب وأطفالهم الثلاثة. وأصيب ستة مدنيين آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال يقيمون في مأوى مؤقت داخل إحدى المدارس.
كما تعرض مركز الرعاية الصحية الأولية في سرمين، الذي كان يستقبل المدنيين المصابين من جراء الأعمال القتالية، لأضرار طفيفة بسبب القصف.
وأضاف المسؤول أنه في شمال شرقي سوريا، أصابت الغارات عدة مناطق سكنية ومنشآت مدنية في مدينة القامشلي وتل رفعت وعين العرب ومناطق أخرى في محافظتي الحسكة وحلب، وقُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً، في حين أسفرت الغارات في عين العرب عن إلحاق أضرارٍ بعيادة صحية، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
وتابع أن “شركاء الصحة يحذرون من استنزاف الموارد هذا الشتاء، مع ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي إلى أعلى المستويات التي شهدتها شمال غربي سوريا منذ خمس سنوات، مع تأثر الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص”.
وأكد غريفيث أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون دعم المدنيين والمرافق الصحية المحلية، ولكن هناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي من الجهات المانحة.
وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أنه في نهاية العام 2023، تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية السنوية لسوريا بنسبة 36 % فقط، مع تلقي ملياري دولار من المبلغ المطلوب البالغ 5.4 مليارات دولار.
وتعاني مناطق شمال غربي سوريا من تكرار القصف من قبل قوات الأسد والطائرات الروسية، ما يؤدي لحالة من عدم الاستقرار.
وقبل أيام، ادعت روسيا أن ضرباتها الأخيرة التي أودت بحياة عائلة مدنية في إدلب كانت على من سمتها “جماعات مسلحة”.
وقال “فاديم كوليت” نائب رئيس ما يُسمّى المركز الروسي للمصالحة في سوريا، إن القوات الجوية الروسية شنت ضربات في محافظة إدلب على مواقع “للجماعات المسلحة” في استهداف قوات الأسد، زاعماً أنه تدمير مركزين للمراقبة ومستودعات للعتاد.
وأضاف “كوليت”، خلال مؤتمر صحفي أنه: “في 25 ديسمبر نفذت القوات الجوية الفضائية الروسية غارات في محافظة إدلب على مواقع للجماعات المسلحة غير الشرعية المتورطة في شن هجمات استفزازية على مواقع للقوات الحكومية السورية”.
والإثنين 25 كانون الأول، قال مراسل وطن إف إم، إن الحصيلة النهائية للمجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في منطقة أرمناز بريف إدلب مقتل 5 مدنيين من عائلة واحدة وإصابة طفل آخر كان الناجي الوحيد من المجزرة.
وادعت وزارة الدفاع في حكومة الأسد الثلاثاء، إسقاط طائرات مسيرة في أرياف حلب وإدلب وحماة ليكون مجموع المسيرات المعلن إسقاطها خمس عشرة مسيرة في غضون أربع وعشرين ساعة.
وفي منشور لها على فيس بوك، قالت الوزارة إنها تمكنت من إسقاط وتدمير ثماني طائرات مسيرة على اتجاه ريفي حلب وإدلب، وذلك بعد ساعات من إعلانها إسقاط سبع مسيرات في ريفي حلب وحماة من دون الإشارة إلى مواقع إطلاق الطائرات المستهدفة.
وعادة ما تدعي قوات الأسد إسقاط طائرات مسيرات قادمة من مناطق سيطرة المعارضة لتبرر عملياتها العسكرية والقصف الذي يودي بحياة المدنيين.