أخبار سوريةإدلبحلبسورياسياسةقسم الأخبار

“قلق” أممي من تصاعد الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا

عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” عن القلق إزاء تأثير تصاعد الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا على المدنيين، واحتمال أن يعرّض العنف المهامَ التي يقوم بها موظفو الأمم المتحدة عبر الحدود للخطر.

 

وقالت المتحدثة باسم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، فلورنسيا سوتو نينو، في مؤتمر صحفي، إن الأمم المتحدة نفذت أكثر من ثلاثمئة مهمة عبر الحدود العام الماضي للقاء الأشخاص المتضررين، ومراقبة برامج المساعدة، وإجراء تقييمات للاحتياجات.

 

وذكرت سوتو نينو أنه منذ الخامس من تشرين الأول الماضي قُتِل أكثر من مئة شخص، أربعون بالمئة تقريباً منهم من الأطفال، بسبب القصف وأعمال العنف الأخرى في شمال غربي سوريا، بينما أصيب أكثر من أربعمئة  آخرين.

 

وأضافت أنه في مطلع الأسبوع الجاري، أدى القصف على الأحياء السكنية في إدلب وغربي حلب إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بما في ذلك مراهق ورجل يبلغ من العمر 100 عام، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.

 

وأشارت  إلى أن 9 من بين نحو 30 شخصاً أصيبوا بجروح كانوا من الأطفال، بينهم رضيع يبلغ من العمر شهرين، فضلاً عن تضرر مدرستان على الأقل شمال غربي حلب.

 

ومؤخراً، واصلت قوات الأسد التصعيد ضد المدنيين في العديد من مناطق شمال غربي سوريا موقعة ضحايا، في استمرار لسياسة القتل بالمنطقة وخرق اتفاق موسكو الموقع بين تركيا وروسيا في 5 آذار 2020 لوقف إطلاق النار.

 

ونقل مراسل وطن إف إم، عن الدفاع المدني السوري، الإثنين 1 كانون الثاني، أن 6 مدنيين، (3 منهم في دارة عزة، ومدنيان في قرية برج حيدر، وامرأة في قرية كباشين) قُتلوا، وأصيب 11 مدنياً ( طفلان وامرأتان ورجلان في قرية كباشين، وطفل في قرية برج حيدر وجروحه بليغة، و4 مدنيين في مدينة دارة عزة بينهم طفل ورضيع)، بقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات الأسد استهدف أحياءاً سكنية ومرفقاً خدمياً للكهرباء ومخبزاً ومسجداً وسوقاً في مدينة دارة عزة، وأحياء قريتي كباشين وبرج حيدر بالقرب منها في ريف حلب الغربي.

 

 

 

يأتي هذا بعد تصعيد خلال اليوم الأخير من سنة 2023، حيث تعرضت أحياء مدينة إدلب لقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام جاء على دفعتين مساء الأحد 31 كانون الأول، وتسبب بإصابة 8 مدنيين بينهم 3 نساء وطفلان بجروح، منهم امرأة وطفل جروحهما طفيفة وقبلها بيوم واحد فقط قتل مدنيان وهما رجل وطفل، وأصيب 16 آخرين بينهم 4 أطفال، بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف السوق الرئيسي في مدينة إدلب، يوم السبت 30 كانون الأول 2023.

 

وقتل 5 مدنيين بينهم طفل وامرأة حامل بتوءم، وأصيب 5 آخرون بينهم طفلان بجروح، بقصف لقوات النظام بأكثر من 40 قذيفةً مدفعية على دفعتين، استهدفت بها الأحياء السكنية في مدينة دارة عزة غربي حلب، يوم الأحد 17 كانون الأول من العام الفائت.

 

واستجابت فرق الدفاع السوري منذ بداية العام الماضي 2023 وحتى 24 كانون الأول منه أيضاً، لأكثر من 1276 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قتل على إثرها أكثر من 160 شخصاً من بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.

 

وتعاني مناطق شمال غربي سوريا من تكرار القصف من قبل قوات الأسد والطائرات الروسية، ما يؤدي لحالة من عدم الاستقرار.

 

وقبل أيام، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “لا يزال يشعر بالقلق إزاء تأثير الأعمال العدائية المستمرة في شمال غربي سوريا وشمال شرقيها على المدنيين.

 

وأضاف أن تجدد القتال في سوريا منذ أواخر آب الماضي هو الأكبر منذ العام ألفين وتسعة عشر، وأسفر عن مقتل مئات المدنيين ونزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.

 

وذكر غريفيث أنه في الخامس والعشرين من  كانون الأول الماضي، أصاب القصف والغارات الجوية المناطق السكنية في إدلب وغربي حلب في شمال غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، من بينهم أم وأب وأطفالهم الثلاثة. وأصيب ستة مدنيين آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال يقيمون في مأوى مؤقت داخل إحدى المدارس.

 

كما تعرض مركز الرعاية الصحية الأولية في سرمين، الذي كان يستقبل المدنيين المصابين من جراء الأعمال القتالية، لأضرار طفيفة بسبب القصف.

 

وأضاف المسؤول أنه في شمال شرقي سوريا، أصابت الغارات عدة مناطق سكنية ومنشآت مدنية في مدينة القامشلي وتل رفعت وعين العرب ومناطق أخرى في محافظتي الحسكة وحلب، وقُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً، في حين أسفرت الغارات في عين العرب عن إلحاق أضرارٍ بعيادة صحية، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة.

 

وتابع أن “شركاء الصحة يحذرون من استنزاف الموارد هذا الشتاء، مع ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي إلى أعلى المستويات التي شهدتها شمال غربي سوريا منذ خمس سنوات، مع تأثر الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص”.

 

وأكد غريفيث أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون دعم المدنيين والمرافق الصحية المحلية، ولكن هناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي من الجهات المانحة.

 

وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أنه في نهاية العام 2023، تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية السنوية لسوريا بنسبة 36 % فقط، مع تلقي ملياري دولار من المبلغ المطلوب البالغ 5.4 مليارات دولار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى