قُتل نحو 10 مدنيين في بلدة عرمان في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، جراء غارات جوية يرجح أنها لسلاح الجو الأردني، بعد منتصف ليل الأربعاء 18 كانون الثاني.
وقالت شبكة “السويداء 24” إنه “في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، نفذت مقاتلات حربية غارات جوية متزامنة على الأحياء السكنية في بلدتي عرمان وملح المتجاورتين، في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء. في ملح تسببت الضربة بأضرار مادية في بعض المنازل، أما في عرمان، فقد خلفت كارثة غير مسبوقة”.
وأضافت الشبكة أن الطيران الحربي نفذ غارتين على بلدة عرمان، الأولى استهدفت منزل عمر طلب، في أحد الأحياء المتطرفة عن البلدة، والثانية استهدفت منزل تركي الحلبي المؤلف من طابقين، في وسط البلدة.
وتسبّب القصف على المنزل الأول، بمقتل عمر طلب، ووالدته أمال زين الدين، وعمّته اتحاد طلب. وكانت الفاجعة مضاعفة في منزل تركي الحلبي، حيث قُتل سبعة من أفراد العائلة، بينهم طفلتين لا تتجاوز أعمارهما خمس سنوات. ديما، وفرح، ابنتا تركي.
وانهار المنزل بفعل الغارة الجوية فوق العائلة، وهرع عشرات المدنيين مع فرق الإطفاء والدفاع المدني لانتشال جثامين الضحايا.
ونقل الشبكة عن مصدر من آل الحلبي، أن الغارة أدت إلى مقتل كل من: السيدة فاتن أبو شاهين، وطفلتيها ديما وفرح الحلبي، والسيد نزيه الحلبي وزوجته السيدة إقبال الحلبي، فيما لا يزال شقيق نزيه، تركي الحلبي، مع والدته، تحت الأنقاض، ويرجح أنهما فارقا الحياة أيضاً.
من جانبه، أعلن فوج إطفاء السويداء وفاة 8 أشخاص كحصيلة أولية، وإصابة 3 آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيات المحافظة، وأشار فوج الإطفاء إلى وجود أشخاص آخرين تحت الركام، مؤكداً استمرار عملية البحث عن المفقودين.
وتكررت في الآونة الأخيرة، الضربات الجوية على القرى القريبة من الحدود السورية الأردنية، بعضها تستهدف مراكزاً ومستودعات ومنازلاً تقول مصادر أردنية غير رسمية، إنها لمتهمين بتجارة المخدرات نحو الأردن، وهذا ما يعزز فرضية سلاح الجو الأردني، وغالباً ما يسقط مدنيين أبرياء من النساء والأطفال في هذه الغارات.
وجاءت هذه الغارات بعد يوم من إعلان زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، عن تأييده للضربات الأردنية التي تستهدف تجّار المخدّرات في سوريا.
وأضاف الهجري خلال استقباله وفداً من البلدات والقرى الجنوبية لمحافظة السويداء، من أهل المناطق الحدودية مع الأردن أن عدوهم وعدو الأردن مشترك، مضيفا أهم يد واحدة لمحاربة ظاهرة المخدّرات، ويؤيدون الضربات الأردنية التي تستهدف تجار المخدّرات في سوريا.
ودعا الهجري الأردن إلى تحديد ضرباته وضرورة التحقّق من عدم إلحاق أضرار بالمدنيين، لافتاً إلى أنّ معالجة تهريب المخدرات يجب أن تتم بعيداً عن الأماكن المدنيّة، مشيراً إلى أن الميليشيات الطائفية المسلّحة في سوريا هي “الحامي لتجارة المخدرات في إشارة إلى الميليشيات الإيرانية.
من جانبه، أكّد وفد الأهالي، استنكاره لعمليات تهريب المخدّرات، مطالباً بتحييد المدنيين والتجمعات السكنية عن الضربات الجوية الأخيرة، وشدّد “الهجري” على ذلك، ووجه نداء ومناشدة للسلطات الأردنية.
وقبل نحو أسبوع، قالت شبكة السويداء أربعة وعشرون إن طائرات حربية يرجح أنها أردنية شنت غارات على مواقع جنوب شرقي السويداء، ما تسبب بسقوط ضحايا مدنيين.
وأضافت الشبكة أن السيدة مرضية راشد الرمثان، وزوجها عطالله شاتي الرمثان، قُتلا في قصف جوي استهدف منزلهما في قرية الشعاب جنوب شرقي السويداء، في وقت متأخر من ليلة الإثنين.
وأشارت إلى أنباء عن مقتل عصام خير، من أهالي بلدة ملح، جراء قصف جوي استهدف مزرعته الكائنة شرقي البلدة، بين ملح والشعاب.
وتابعت الشبكة أن القصف على بلدة عرمان استهدف حظيرة حيوانات قرب منزل فارس صيموعة، ولم يتسبب بسقوط خسائر بشرية، حيث تشير مصادر من البلدة إلى مغادرته مع عائلته المنزل قبل وقوع الضربة بفترة قصيرة.
ويعد صيموعة من تجار المخدرات البارزين، وكان أحد شركاء مرعي الرمثان، الذي قُتل العام الماضي في قصف جوي أردني استهدف منزله في قرية الشعاب، وفق الشبكة.
وقبل هذه الضربة بنحو 5 أيام، قالت مصادر استخبارية أردنية وإقليمية إن الغارات الجوية التي شنّها سلاح الجو الأردني على جنوبي سوريا، استهدفت ما يرجّح أنها “مستودعات ومخابئ لمهربي مخدرات مرتبطين بإيران”، بينما أكدت مصادر محلية سورية أن الغارات تسبب بمقتل مدني.
ونقلت وكالة رويترز عن المصادر أن المقاتلات الأردنية قصفت منزلاً يشتبه أنه لتاجر مخدرات كبير في قرية الشعاب بينما أصابت الضربة الأخرى مستودعات بالقرب من قرية الغارية، جنوبي السويداء بالقرب من الحدود السورية مع الأردن.
يأتي هذا وسط تكثيف الجيش الأردني حملته على تجار مخدرات مرتبطين بفصائل متحالفة مع إيران، بعد اشتباكات استمرت وقتاً طويلاً الشهر الماضي مع عشرات المتسللين من سوريا عبر الحدود، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.
إلى ذلك، قالت شبكة السويداء 24 إن أهالي قرية أم الرمان جنوب محافظة السويداء نعوا مدنياً من أهالي القرية، في قصف جوي استهدف بئر مياه قريبة من الحدود السورية الأردنية، وسط حالة استياء تسود المنطقة من تكرر سقوط ضحايا مدنيين.
يذكر أن الأردن يعاني من تهريب المخدرات من مناطق سيطرة الأسد نحو أراضيه، وذلك منذ أن فتحت عمان أبواب التطبيع مع الأسد.