يستمر توقف دخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر المعابر الحدودية إلى شمال غربي سوريا، لليوم الثامن على التوالي على الرغم من وجود الأذونات لإدخال المساعدات عبر معابر باب الهوى، باب السلامة، الراعي، وفق ما ذكر فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وفي بيان له قال الفريق إنه “منذ مطلع الحالي دخلت عبر المعابر الحدودية 43 شاحنة فقط ( 42 باب الهوى ، 1 باب السلامة) ، في حين لم يدخل عبر المعابر بعد اعتماد التفويض سوى 6 شاحنات فقط ( 5 باب الهوى، 1 باب السلامة)”.
وأضاف البيان أن “الوفود الأممية أنجزت منذ بداية العام أكثر من 17 مهمة شملت 50 موقعاً في شمال غرب سوريا (محافظة إدلب وريفها ، ريف حلب الشمالي والشرقي)”، في حين لا زالت الخطط الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي WFP للعمل في شمال غرب سوريا للعام الحالي غير واضحة حتى الآن، الأمر الذي سيسبب آثارا سلبية على العائلات الأكثر ضعفا ضمن المجتمع المحلي في المنطقة.
ودعا الفريق برنامج الأغذية العالمي WFP إلى العمل على الإسراع لإتمام العمليات الإنسانية في المنطقة وخاصة مع التخفيضات الكبيرة التي أعلن عنها البرنامج والتي ستصل إلى 77% تقريباً مقارنة بالأعوام السابقة.
كما دعا الوفود والوكالات الأممية إلى زيادة وتيرة الزيارات إلى المنطقة للاطلاع عن قرب وبشكل دائم إلى الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وقبل نحو أسبوع، دعا الائتلاف الوطني السوري إلى الاستجابة العاجلة من قبل المجتمع الدولي للاحتياجات الإنسانية الأساسية للمهجّرين والنازحين السوريين، مشدداً على ضرورة رفض ربط إيصال المساعدات بموافقة الأسد.
وفي بيان له، قال الائتلاف إن “النازحين في الشمال زادت معاناتهم بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء، بسبب السيول والعواصف، وانخفاض مستوى الدعم الإنساني الواصل إلى المناطق المحررة؛ نتيجة استمرار قبول الأمم المتحدة بتسييس الملف الإنساني، عبر ربط دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام بموافقته المسبقة”.
وأضاف أن ذلك “يعني قبولها (الأمم المتحدة) بوضع حياة الملايين من السوريين كرهينة بيد النظام، واستمرار انخفاض مستوى وفاء الدول المانحة بما تعهدت به من مساعدات في مختلف الاجتماعات، ولا سيما مؤتمرات بروكسل، كل ذلك أدى إلى ازدياد حجم الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية الحقيقية للمهجّرين والنازحين واللاجئين، وبين ما يقدم لهم فعليًا من معونات”.
وتابع البيان أن “ربط إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بموافقة نظام الأسد، هو أحد ملامح التعامل الأممي الخاطئ مع ملف المساعدات؛ لأن النظام يستغله كورقة ابتزاز إضافية تدعم قدرته على الاستمرار بتعطيل العملية السياسية في سورية، وهو الذي استخدم الحصار والتجويع سلاحاً ضد السوريات والسوريين في مختلف المحافظات السورية منذ بدء الثورة عام 2011”.
وحذر الائتلاف الوطني من “خطورة الإهمال أو التقصير في دعم السكان في المناطق المحررة؛ لأنه سيزيد من صعوبة الحياة -الشاقة أصلاً- على مئات الآلاف من الذين لا يجدون سوى خيمة بالكاد تستر أطفالهم من الأمطار والثلوج، كما سيترتب عليه ازدياد نسبة العائلات تحت خط الجوع، مع خطر وشيك يهدد الملايين بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية اللازمة”.