سورياسياسة

إيران: نبذل جهوداً للتقارب المحتمل بين تركيا ونظام الأسد

قال كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر خاجي، إن بلاده “تبذل جهوداً من أجل التقارب المحتمل بين تركيا ونظام الأسد واستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما”.

 

وأضاف في تصريحات أدلى بها على هامش الاجتماع الحادي والعشرين من مسار أستانا، أن طهران وأنقرة تتمتعان بعلاقات جيدة وودية، وتلعبان دوراً مهماً جداً في إرساء الأمن في جميع أنحاء المنطقة، مضيفاً أن احترام ما سماها السيادة الوطنية وسلامة أراضي سوريا هو من مصلحة مشتركة لكل من إيران وتركيا.

 

يأتي هذا بعدما انطلقت أمس أعمال الاجتماع الـ 21 بصيغة “أستانا” بشأن سوريا، بمشاركة وفود الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، ووفدي النظام والمعارضة، وحضور الأردن ولبنان والعراق بصفة مراقبين، بالإضافة إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

وفي تشرين الأول الماضي، جدّد نظام الأسد مطالبه إلى تركيا بضرورة الانسحاب من شمال سوريا لتطبيع العلاقات بين الجانبين، في وقت تتزايد فيه عوامل تراجع التطبيع بين الجانبين.

 

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نائب وزير خارجية الأسد، بسام صباغ، قوله إنه “يتعين على تركيا سحب قواتها العسكرية من الجمهورية العربية السورية وإلا فإنها ستقضي على أي جهود تهدف إلى إقامة أي نوع من العلاقات”.

 

وأضاف: “يتعين على تركيا أن تسحب قواتها العسكرية. أي جوانب أخرى، نعم، بالطبع، سنكون منفتحين للمناقشة معهم، ولكن ليس للقيام بذلك والإصرار على البقاء – فهذا احتلال غير قانوني ومن ثم سيعرقل كل الجهود الرامية إلى ذلك”.

 

وفي أواخر أيلول، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن أنقرة على استعداد لاستئناف المحادثات مع نظام الأسد بمشاركة روسيا وإيران.

 

وأضاف غولر رداً على سؤال بخصوص ما إذا كان تم إيقاف آلية المفاوضات بين وزراء دفاع الدول الأربع أن أنقرة مستعدة دائماً للحوار والجلوس والمناقشة، مشيراً إلى أن مطالب الجانب السوري ليست شيئاً يمكن قبوله على الفور، خاصة فيما يتعلق بمطالب مغادرة تركيا.

 

وتابع الوزير التركي أن الجانب السوري قد لا يجد وقتاً للتعامل مع بعض المناطق التي أرست فيها تركيا السلام والأمن، ومع من يستخرج ويبيع نفط شعبه، حسب تعبيره.

 

وفي 22 أيلول كشف نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تضع ما وصفها “اللمسات النهائية” على خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

 

ودعا بوغدانوف إلى عقد اجتماع رباعي بشأن سوريا في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنه لا يوجد موعد محدد للاجتماع بعد، مؤكداً أنه من الممكن التحرك في هذا الاتجاه، لأن هذا هو “الاتجاه الصحيح”، بحسب تعبيره.

 

وأضاف أن موقف بلاده واضح وهي تتحدث عن هذا الأمر في دمشق وأنقرة، وبالطبع في طهران، مردفا أنهم ليسوا بحاجة إلى إضاعة الوقت، وعليهم التحرك بأسرع ما يمكن.

 

وتابع: “قدمنا ​​للتو هذا المشروع الذي أعددناه، لكن هذه الوثيقة يجب أن تكون عامة، ويجب أن تقوم على نهج توافقي، يجب أن تناسب خريطة الطريق الجميع”، مردفا: “عندما قدمنا ​​مشروعنا في أستانا، نشأت المناقشات بشكل طبيعي، مع مقاربات مختلفة وتفسيرات مختلفة”.

 

وأكد أنه وبسبب ذلك “أخذت روسيا على عاتقها مرة أخرى مسألة وضع اللمسات النهائية على خارطة الطريق هذه، مع الأخذ بعين الاعتبار التعليقات التي تم الإدلاء بها خلال اجتماع أستانا، ونحن نفعل ذلك الآن”.

 

وأوضح أنه “إذا ظهرت أي أفكار إضافية فإننا بالطبع، نتوقع منهم أن يشاركوها معنا حتى تصبح خارطة الطريق من إنتاج مشترك”.

 

وقبل ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن مقترح طرحته طهران بشأن تسوية الخلافات بين نظام الأسد وتركيا خلال الاجتماع الأخير الذي عقده مع نظرائه من أنقرة ودمشق وموسكو.

 

وفي مقابلة صحفية قال أمير عبد اللهيان، إن المقترح يقوم على “أن تتعهد تركيا أولاً بإخراج قواتها العسكرية من سوريا، وثانياً أن يتعهد الأسد بوضع قواته على الحدود لمنع أي تعرض للأراضي التركية. وتكون كل من إيران وروسيا ضامنتين لاتفاق الطرفين.

 

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن سلطات الأسد أكدت لطهران أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود السورية-التركية من داخل الأراضي السورية.

 

وكان وزير خارجية الأسد فيصل المقداد قال إن انسحاب القوات التركية من شمالي سوريا هو الطريق الوحيد لعودة العلاقات بين البلدين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى