قالت منظمة الإغاثة الألمانية “كاريتاس” إن الوضع الإنساني في سوريا أسوأ من أي وقت مضى، وذلك في وقت تؤكد فيه مصادر محلية ازدياد الحاجة للمساعدات خاصة في شمال سوريا.
وأضافت في بيان أن لها أن “الناس في سوريا بحاجة إلى حل بعد 13 عاما من التدهور المستمر، لأن الناس منهكين ماليا، والشباب على وجه الخصوص يفكرون في الهجرة بسبب انعدام الآفاق”.
وتابع البيان أن أكثر من نصف السكان يعانون من الجوع، في حين يعتمد أكثر من 16مليوناًعلى المساعدات.
ولفت البيان إلى أن “سوريا تواجه معدل تضخم بلغ 100 بالمائة منذ بداية العام الجاري، والأسعار القياسية للوقود والغذاء تؤثر بشكل مدمر على الفئات السكانية الأكثر ضعفا في البلاد”.
وقبل أسابيع، قال فريق “منسقو استجابة سوريا”، المتخصص بالشأن الإنساني شمال غربي سوريا، إن أكثر من 12.9 مليون نسمة في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن ما يقارب 4 من كل 5 سوريين يعانون من تأمين الاحتياج الغذائي اليومي.
وفي بيان له، شدد الفريق على أن أكثر من 3.1 مليون نسمة معرضون للانزلاق إلى حد الجوع خلال الفترة القادمة، فيما يعاني 2.9 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد يشكل القاطنين في المخيمات جزءا كبيراً منهم.
وبلغت معدلات حد الجوع في سوريا أعلى مستوى على الاطلاق بعد 13 عام من الأوضاع الإنسانية في سوريا، إذ يشكل نسبة 80 % من السوريين غير القادرين على تأمين الغذاء خلال الفترة القادمة، وتزداد النسبة إلى 87 % في شمال غرب سوريا وإلى 94% ضمن مخيمات النازحين، وفقا للفريق.
وأضاف البيان أن سوريا تُعتبر في المرتبة السادسة على مستوى العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي، فيما وصل عدد السوريين الذين تجاوزوا حد الفقر أكثر من 90% وانتهاء الطبقة المتوسطة في المجتمع، وتحول المجتمع المحلي إلى طبقتين بينها فجوة واسعة تزداد بشكل يومي.
وأكد أن الاستجابة الإنسانية الخاصة بقطاع الأمن الغذائي لم تستطع تغطية أكثر من 44.18 % من المحتاجين خلال الـ2023 مع ارتفاع كبير في سعر السلة المعيارية، الأمر الذي سبب أعباء هائلة على المدنيين، حيث يضطر المدنيين إلى صرف أكثر من 75 % من الدخل الشهري على الغذاء والذي لا يتجاوز في أفضل الحالات بين 50-75 دولار أمريكي شهرياً، كما وصل عجز الاستجابة الإنسانية لعام 2023 إلى 64% من إجمالي التمويل المعلن عنه لخطة الاستجابة الإنسانية.
وختم بالقول: “مستقبل قاتم وواقع مخيف يواجه السوريين خلال العام الحالي، الأمر الذي يزيد من مخاوف زيادة حركات الهجرة من سوريا وزيادة أعداد اللاجئين السوريين في مختلف دول العالم”.