أخبار سوريةدرعاقسم الأخبار

19 قتيلاً بينهم أطفال ونساء.. ما قصة الاشتباكات في مدينة الصنمين بدرعا؟

ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات في مدينة الصنمين شمالي درعا إلى 19 قتيلاً بينهم نساء وأطفال، جلّهم قتلوا على يد عناصر مجموعة يقودها المدعو محسن الهيمد، المرتبط بشعبة المخابرات العسكرية التابعة لقوات الأسد، وفق تجمع أحرار حوران.

 

وبدأت الاشتباكات صباح الأحد 7 من نيسان، بعد شن مجموعة محسن الهيمد هجومها من أربعة محاور على حارة الجورة التي يتمركز بها مجموعة أحمد جمال اللباد الملقب بالشبط، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استخدم خلالها الأسلحة الرشاشة وقذائف RPG.

 

وقال تجمع أحرار حوران إن الحصيلة ارتفعت إلى 19 قتيلاً، عرف منهم 12 عنصراً من مجموعة اللباد: مجدي يحيى غازية، يحيى قاسم غازية، نور عماد الشتار، جمال ظاهر اللباد، محمد جمال اللباد، عبدو أحمد اللباد (الخيرية)، طارق حسني اللباد، فؤاد أحمد الخاروف، علاء خليل العتمة، محمد أحمد جمال اللباد، صبحي عبدالله اللباد، محمد خالد الزعوقي (من إنخل).

 

وقتل في الاشتباكات عنصران من مجموعة الهيمد أحدهما يدعى خلدون ابراهيم الهيمد، وآخر من مدينة الشيخ مسكين يدعى محمد خليل إبراهيم الشعباني.

 

كذلك أقدم عناصر الهيمد على اعتراض طريق السيدة نور جمال اللباد، شقيقة الشبط، ليتم تعذيبها ثم قتلها، إذ حصل تجمع أحرار حوران على شريط مصوّر يظهر لحظة احتجازها وتعذيبها.

 

كما قتل المدني ابراهيم محمود اللباد، وهو عم الشبط، إثر إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل عناصر مجموعة الهيمد، وقال تجمع أحرار حوران إن إبراهيم كان يسعف الجرحى فاعترض عناصر الهيمد طريقه وقتلوه بشكل متعمّد.

 

وتمكنت مجموعة الهيمد من السيطرة على حارة الجورة بعد قتل 9 من عناصر اللباد، ثم أقدمت على حرق منازل لأفراد المجموعة وقتل مدنيين من أقارب اللباد.

 

وأفاد التجمع بأن عناصر الهيمد قاموا بحرق منزل الشبط، ليتبين فيما بعد أن بداخله والده جمال محمود اللباد، وشقيقيه “طفلين” أدى الحريق لمقتلهم الثلاثة.

 

وبعد اقتحام حارة الجورة احتجزت مجموعة الهيمد العديد من أبناء عائلة اللباد من أقارب الشبط، لم يعرف مصيرهم حتى الآن.

 

ويوم السبت انفجرت عبوة ناسفة في حي المجبل بمدينة الصنمين أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من عائلة اللباد، وأصيب طفل ثامن بجروح نقل إلى المشفى.

 

أحد وجهاء الصنمين قال لتجمع أحرار حوران إن الأهالي في المدينة يناشدون كل جهة يمكنها الدخول إلى الصنمين وإيقاف عناصر مجموعة محسن الهيمد عن استمرارها بالانتهاكات بحق المدنيين، مشيراً إلى أن هناك حالات إعدام ميداني سجّلت بحق مدنيين بسبب أنهم من أقارب مجموعة الشبط.

 

وحتى الآن لم تتحرك أي قوات من اللواء الثامن أو اللجان المركزية نحو مدينة الصنمين، إذ انتقد الأهالي عدم قدومهم إلى الصنمين وسعيهم في وقف الانتهاكات الواقعة بحق المدنيين.

 

وعزا البعض تبعية اللواء الثامن الإدارية لفرع الأمن العسكري التي تُحكمه في عدم الدخول بمواجهات مباشرة مع مجموعات محسوبة على النظام السوري، في الوقت ذاته تُبرر شخصيات مقرّبة من اللواء بأن هناك غاية لدى ضباط النظام وعلى رأسهم مسؤول الأمن العسكري لؤي العلي بحدوث تلك المواجهات بهدف اتّساع رقعة الخلافات المحلية والعشائرية.

 

وفي تقرير سابق، نشر تجمع أحرار حوران تقريراً ذكر خلاله أن هناك اتهامات محلّية طالت اللواء الثامن لعدم دخوله باشتباكات مع مجموعات محسوبة بشكل مباشر على أجهزة النظام الأمنية وثبت تورطها بجرائم قتل وخطف لصالح تلك الأجهزة، من بينها مجموعة محمد الرفاعي “أبو علي اللحام” المرتبطة بفرع المخابرات الجوية في بلدة أم ولد، ومجموعة محسن الهيمد المرتبطة بكل من تنظيم الدولة وشعبة المخابرات العسكرية في مدينة الصنمين.

 

وارتفعت عمليات الاغتيال في مدينة الصنمين مؤخراً بشكل ملحوظ، بعضها أسفر عن قتل مدنيين، كان المتهم في غالبها مجموعة الهيمد المرتبطة بكل من شعبة المخابرات العسكرية وتنظيم الدولة “داعش”، وفق التجمع.

 

وفي 29 آذار 2022 قامت مجموعة مسلّحة تتبع للهيمد يتزعمها كل من أسامة العتمة وعماد الهيمد، باقتحام منزل محمد جابر العتمة المعروف بـ “أبو فادي الصيدلي” بعد منتصف الليل، وأقدموا على قتله مع زوجته هناء حسن الصوفي التي قضت متأثرة بجراحها في المشفى.

 

وبحسب تجمع أحرار حوران فإن الهيمد وأحد معاونيه “أحمد شفيق اللباد” يرتبطان بشكل مباشر بشعبة المخابرات العسكرية، وتحديداً باللواء كفاح ملحم، والعميد لؤي العلي، اللذين يقدمان كافة التسهيلات لعمل مجموعة الهيمد، إضافة لعلاج جرحى المجموعة ضمن مشفى الصنمين العسكري ومشافي العاصمة دمشق.

 

ويبلغ عدد عناصر مجموعة الهيمد مايزيد عن 100 عنصر، وتتفرع إلى عدة مجموعات صغيرة، يتزعهما كل من: هشام العثمان “الكشكي”، وأسامة محمد العتمة “الإتس”، وعبدالله العتمة “عبدالله الضايع”، وفق التجمع.

 

يذكر أن محافظة درعا تشهد حالة من عدم الاستقرار منذ سيطرة قوات الأسد عليها بموجب اتفاق “التسوية” في العام 2018.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى