نفت “حكومة الإنقاذ” (الجناح المدني والسياسي لهيئة تحرير الشام) المزاعم التي أطلقها الجانب الروسي حول وجود عناصر من الاستخبارات الأوكرانية في إدلب، ووصفت هذه الادعاءات بأنها جزء من “حملة إعلامية تضليلية” تهدف لتشويه الثورة السورية وتبرير التصعيد العسكري في المنطقة.
وجاء في البيان الصادر عن وزارة الإعلام: “هذه الأكاذيب الممنهجة لا تستحق عناء الرد المتكرر. نحذر من محاولات اختلاق الذرائع وربط الثورة السورية بقضايا دولية لا علاقة للشعب السوري بها. إن هذه الادعاءات الخالية من أي أدلة موثوقة تخدم الأجندة الروسية في تمكين نظام الأسد وتحركات الميليشيات الإيرانية في شمال غربي سوريا، مما يمهد لتصعيد إجرامي جديد ضد المدنيين”.
وحذرت “حكومة الإنقاذ” من أن “هذه الادعاءات تأتي في وقت تتزايد فيه وتيرة الهجمات على المناطق المحررة”.
وأضاف البيان: “خلال 15 يومًا فقط، تعرضت قرى ريف إدلب وريف حلب الغربي لأكثر من 140 هجومًا بطائرات مسيّرة انتحارية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مستمر، ما تسبب في موجات نزوح كبيرة نحو المناطق الحدودية، وفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان”.
وكان المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، قد زعم قبل أيام أن أوكرانيا تدعم هيئة تحرير الشام عبر إرسال مسيّرات وخبراء لتدريب العناصر على استهداف المواقع الروسية، واصفًا هذه المزاعم بأنها “جدية وخطيرة”.
واختتمت “حكومة الإنقاذ” بيانها بالتأكيد على أن الشعب السوري وثورته لا علاقة لهما بهذه الاتهامات، معتبرةً أن الحملة الروسية محاولة لتمهيد الطريق لتصعيد عسكري جديد ضد المناطق المحررة.
وفي 10 تشرين الأول الماضي، جددت روسيا اتهاماتها لدول حلف شمال الأطلسي “الناتو” وأوكرانيا بتجنيد وتدريب وتسليح مقاتلين في سوريا لاستهداف قواتها هناك، ونقلهم إلى الأراضي الأوكرانية للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية.
وزعم مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، أن أوكرانيا “تزود مسلحين في إدلب بطائرات مسيرة هجومية، وتنظم لهم دورات على استخدامها بهدف شن هجمات ضد القوات الروسية”.
وأضاف أن المخابرات الأوكرانية تتواصل مع قيادات “هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” وقوات سوريا الديمقراطية و”أجناد القوقاز” و”جيش تحرير إنغوشيا”، حسب ادعائه.
وزعم أن أجهزة المخابرات في دول “الناتو” تنقل مسلحين من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا، كما زعم أن قاعدة التحالف الدولي في التنف يتدرب فيها 500 مقاتل أجنبي لاستهداف روسيا في سوريا وأوكرانيا.
وفي 6 تشرين الأول، نفت “هيئة تحرير الشام” الاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول تلقي الهيئة تدريبات من أوكرانيا استعداداً لاستهداف القوات الروسية في سوريا.
ونقلت مصادر مقربة من الهيئة عن مصدر في “تحرير الشام” قوله إن لافروف صرح بأن أوكرانيا تدرب في سوريا مقاتلين من “الهيئة” بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف المصدر أن الهيئة تؤكد عدم صحة هذه التصريحات جملة وتفصيلاً، وفي الوقت ذاته تشدد على أحقية الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه من النظام وحلفائه”، وفق تعبيره.