أدانت وزارة الخارجية في حكومة الأسد الغارات الإسرائيلية على منطقة تدمر في ريف حمص الشرقي، والتي خلّفت ستة وثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى.
وفي بيان لها، قالت الوزارة إنها تدين بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على مدينة تدمر، والذي يعكس الإجرام الصهيوني المستمر بحق دول المنطقة وشعوبها”، وفق تعبيرها.
وأضاف البيان أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة، مطالباً جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذ موقف حازم لإيقاف المجازر المتسلسلة التي ترتكبها إسرائيل.
وأمس الأربعاء 20 تشرين الثاني، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت اجتماعاً بين مليشيات إيرانية وقوات الأسد في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، كما طالت مستودعات تسليح تابعة لتلك المليشيات.
وبحسب مصادر خاصة لوطن إف إم، استهدفت الغارات مستودعاً لمليشيا “سيد الشهداء” ومقراً لمليشيا “حزب الله” اللبناني أثناء اجتماع مع ضباط من قوات الأسد، وأسفر القصف عن وقوع قتلى وجرحى بين صفوف الطرفين، من بينهم قيادات بارزة في المليشيات الإيرانية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
ومن القتلى في مليشيا “حزب الله” اللبناني القياديان “الحاج أبو علاء” و”سيد فاقد المهدي”، وكلاهما لبناني الجنسية ويشغلان مواقع قيادية في المنطقة الوسطى بسوريا. كما أصيب سبعة عناصر من المليشيا يحملون الجنسية السورية.
وفي مليشيا “سيد الشهداء” العراقية، قُتل القيادي “أبو خضر”، مسؤول التسليح في المليشيا بريف حمص الشرقي والبادية السورية، بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين عراقيين، بينما أصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة.
أما قوات الأسد، فقد خسرت ثمانية ضباط، عُرف منهم “عبدالله أحمد الزير” و”خالد الحسن”، إلى جانب مقتل نحو 40 عنصراً، وتشير التقارير إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى بسبب العدد الكبير من الإصابات الحرجة.
عقب الغارات، انسحبت مليشيا “حزب الله” إلى داخل الأحياء السكنية في مدينة تدمر، معتمدةً على المناطق المدنية المأهولة كدروع بشرية لتجنب استهدافها مجدداً.
وشهدت مدينة تدمر ومحيطها في ريف حمص الشرقي حالة من الاستنفار الأمني والعسكري، حيث كثفت قوات الأسد إجراءات التفتيش عبر الحواجز والدوريات.
وبحسب مصادر، كان الاجتماع يهدف إلى تنسيق الجهود بين المليشيات وقوات الأسد لتأمين دعم عسكري ولوجستي من ريف حمص والرقة ودير الزور إلى لبنان والجنوب السوري، بتمرير وتسهيلات من قوات الأسد.