نفى متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن وجود تغيير في الأماكن المشمولة ضمن “منطقة تخفيف التصعيد” التي تم التوصل إليها في اتفاقيتي آستانا وسوتشي حول سوريا.
وقال قالن خلال مؤتمر صحفي إن المناطق التي تم تحديدها ضمن “تخفيف التصعيد” وفق اتفاقيتي آستانا وسوتشي لا حديث عن تغييرها.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة إلى إمكانية عقد اجتماع جديد لمسار آستانا حول سوريا شهر آذار القادم، مشدداً على رفض أنقرة لأي تغيير في حدود المنطقة.
وأوضح قالن أنه المنطقة في شمال غربي سوريا دخلت مرحلة جديدة مع مواصلة نظام الأسد هجماته على إدلب، وأن تغيير حدود “منطقة تخفيف التصعيد” يتنافى مع تفاهمات سوتشي واتفاقية إدلب والتركيبة السكانية للمنطقة، علاوة على أن أي تغيير سيكون تطور خطير للغاية.
وتابع قالن أن بلاده تنتظر زيارة وفد عسكري روسي بموجب تفاهم بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، خلال اتصال جرى بينهما قبل يومين، مؤكداً أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأتراك سيناقشون مع نظرائهم الروس في الاجتماع المرتقب التطورات بإدلب بشكل مفصل.
وأعرب قالن عن توقعه بتحديد خارطة طريق جديدة بعد تباحث المسؤولين من كلا الطرفين، مشدداً على أن تركيا ستلجأ إلى كافة الوسائل ودون تردد لحماية جنودها في سوريا وأن نقاط المراقبة التركية ستبقى مكانها ولن تغير مواقعها.
وأشار قالن إلى أن نظام الأسد انتهك التفاهم حول إدلب مئات المرات، وانسحاب قواته إلى ما وراء منطقة تخفيف التصعيد يأتي ضمن أولويات تركيا، محذراً نظام الأسد من أن أي خطأ يرتكبه الآن تحت ذريعة محاربة الإرهاب والإرهابيين سيكون له عواقب وخيمة للغاية.
وأكد قالن أن نظام الأسد لا يريد السلام ولا الحل السياسي أو المضي قدما بالمسار السياسي وإنما يريد الحرب وقتل الناس بالقنابل دون تمييز أو إجبارهم على ترك مناطقهم بهدف السيطرة على مزيد من المناطق في إدلب.
وخلال المؤتمر الصحفي أضاف قالن أن بلاده ستواصل عبر منظماتها الإغاثية بذل جهود منع تدفق اللاجئين من محافظة إدلب باتجاه تركيا، وضمان بقاء المدنيين في مناطقهم، مبيناً أن تركيا تعمل حاليا من أجل بناء منازل مؤقتة لسكان إدلب على الحدود السورية التركية حيث قدّمت ألمانيا مساهمة في مشروع بناء تلك المنازل.
وفي وقت سابق هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظام الأسد بإجباره على سحب قواته إلى خلف نقاط المراقبة التركية.
وقال أردوغان يوم الأربعاء الفائت إن لم ينسحب نظام الأسد إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شهر شباط الحالي فإن تركيا ستضطر لإجباره على ذلك، مضيفاً أن الهجوم على الجنود الأتراك في إدلب بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لتركيا في سوريا، وستتحرك القوات البرية والجوية التركية عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتهم وفي إدلب وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة.
يشار إلى أن 7 جنود أتراك وموظف مدني تركي قضوا نتيجة قصف قوات الأسد يوم الاثنين الفائت على نقطة مراقبتهم غرب مدينة سراقب في ريف إدلب، وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس أن بلاده ردت على الهجوم الدنيء لقوات الأسد وجرت محاسبتهم على كل قطرة دم.
أردوغان يمهل نظام الأسد حتى نهاية شباط لسحب قواته إلى خلف نقاط المراقبة التركية