خرجت مظاهرات واسعة في عدد من المناطق اللبنانية تحت شعار “اثنين الغضب”، وذلك للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية وإجراء انتخابات برلمانية وتحقيق أهداف الثورة.
وقال شاهد عيان لوطن إف إم، إن المتظاهرين أغلقوا اليوم الإثنين 8 آذار، الطرقات الرئيسية في بيروت والمتمثلة بطريق الساحل وطريق الأوتستراد، مشيرًا إلى أن هذين الطريقين بمثابة شريان الحياة في لبنان.
إلى ذلك.. ذكرت وكالة فرانس برس أن المحتجين عبروا عن غضبهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والانخفاض القياسي غير المسبوق لسعر صرف الليرة الذي وصل إلى 11 ألفا مقابل الدولار، في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التخبط السياسي.
بدورها، طالبت الرئاسة اللبنانية بعد اجتماع رفيع المستوى اليوم الإثنين، الأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم السماح “بإقفال الطرقات مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على سلامة المواطنين والمتظاهرين”، حيث عُقِد الاجتماع برئاسة الرئيس ميشال عون وبحضور رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزراء في الحكومة ومسؤولين أمنيين وماليين.
وجاء في البيان أن الحاضرين قرروا أيضا “تكليف الأجهزة الأمنية بضبط جميع الأشخاص الذين يخالفون أحكام قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم مهنة الصرافة” بما في ذلك مكاتب الصرافة الأجنبية.
هذا وأضرم المحتجون النيران في عدد من الشوارع، كما تحدّثت الوكالة الوطنية للإعلام عن إقفال محتجين طرقاً عدة جنوب بيروت أبرزها طريق المطار وفي مناطق الشمال خصوصاً طرابلس والبقاع شرقاً وفي جنوب البلاد.
وكانت الليرة اللبنانية سجلت في الأيام الأخيرة انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، حيث اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفاً في السوق السوداء، وتسبّب ذلك بارتفاع إضافي في الأسعار، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها.
ويشهد لبنان منذ صيف العام 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم وتسبّبت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب احتياطي المصرف المركزي بالدولار.