أثار إطلاق رئيس النظام بشار الأسد لحملته الانتخابية، السبت 15 أيار، موجة من التساؤلات بشأن برنامجه الرئاسي الجديد بينما يتبقى 10 أيام على خوض الانتخابات المقررة في 26 الشهر الجاري التي يتوقع مراقبون أن يفوز فيها الأسد بأغلبية ساحقة.
وأطلقت الحملة بعنوان “الأمل بالعمل” وتم الترويج لها عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق من مايو أيار الجاري، أعلن رئيس المحكمة الدستورية العليا في حكومة الأسد، جهاد اللحام، في مؤتمر صحافي، الموافقة على ترشيح الأسد (55 عاما) الذي سيبدأ ولاية رئاسية رابعة، ووزير الدولة السابق (2016-2020) والنائب السابق عبد الله سلوم عبد الله، ومحمود مرعي المحسوب على المعارضة الداخلية المقبولة من النظام.
وأطلق المرشحان الآخران المنافسان للأسد شعارات لحملتهما، وهي “معا للإفراج عن معتقلي الرأي” لمرعي، و”قوتنا بوحدتنا” لعبد الله الذي شملت حملته شعارات أيضا “لا للإرهاب” و”نعم لدحر المحتلين”.
“ظروف غير طبيعية”
وتحدث مدير مؤسسة “غنوسس” للأبحاث عمار وقاف عن “الظروف غير الطبيعية التي تشهدها سوريا” الأمر الذي يؤثر على “إصدار برامج انتخابية أو وعود تقليدية”.
وقال لموقع “الحرة” إن البرنامج الانتخابي الفعلي للأسد هو “الوعود التي يتحدث عنها مثل توحيد الأرض وطرد المحتل”.
وأضاف “عندما يكون هناك برنامج انتخابي فنحن نتحدث عن آلة حزبية موجهة للناخبين، ولكن في بلداننا الموضوع هو ثقة بالشخص وقدرته على الإدارة”.
من جهته، قال المعارض السوري إبراهيم الجباوي لموقع “الحرة”: “البلد يغرق في الظلام وفي الانحدار الاقتصادي وعدم توفر المواد الغذائية والخبز والوقود، فهل سيعلن في برنامجه الانتخابي أنه سيحل هذه المشاكل؟”.
وتابع “لو أعلن الأسد حل هذه المشاكل في برنامجه الانتخابي فإنه “سيظهر بمظهر الكاذب أمام الموالين له، وبالتالي هو فضل أن يبقى كما هو تحت شعار الأسد أو نحرق البلد، ويوم أمس خرجت مسيرة ليلية مؤيدة في دمشق ألهت بشار الأسد”.
مجرد “مسرحية”
وتتجاهل هذه الانتخابات قرار مجلس الأمن الدولي 2245 المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد.
وكثيرا ما طالبت الأمم المتحدة بانعقاد اللجنة الدستورية السورية وإجراء انتخابات جديدة، تهدف لتوحيد سوريا، وإنهاء الحرب المستعرة منذ عشرة أعوام والتي أودت بحياة مئات الآلاف، وشردت نحو نصف سكان سوريا الذي كان عددهم قبل الحرب 22 مليون نسمة.
ويعتقد الجباوي أن الانتخابات مجرد “مسرحية فاشلة، ومعروفة نتائجها مسبقا، وستكون أسوأ من انتخابات 2014، والجميع يعرف أن المرشحين الآخرين ليس لديهما فرصة، ولن يجرؤ أحد على التصويت لهما”.
وأكد الجباوي أن الإقبال على هذه الانتخابات سيكون من قبل “الموالين للنظام أو من يخضعون لسلطته بالقوة والتهديد، ولذلك الإقبال لن يكون كبيرا، والمسرحية ستمضي بدون شرعية”.
الحرة