يسود التوتر في باحات المسجد الأقصى مع اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين أثناء اقتحام مستوطنين للحرم الشريف صباح اليوم الأحد 23 أيار، ودعا المقدسيون منذ أمس للتصدي لدعوات المجموعات المتطرفة للاقتحام.
وبدأ التوتر مع اعتقال جنود الاحتلال شابا فلسطينيا بعنف وسط تكبيرات المصلين، واعتدى الجنود على الفلسطينيين الذين حاولوا منعهم من اعتقاله.
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية “من العودة إلى نقطة البداية” إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار الشيخ جراح.
وأضافت “نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية”.
كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان “استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين لباحات الأقصى”، واعتبرت أن الاقتحامات استخفاف بالمواقف الدولية التي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس.
وأضاف البيان أن الاقتحامات “استفزاز فظ لمشاعر المسلمين واستمرار للعدوان على شعبنا وعلى القدس”.
وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن اقتحامات الأقصى، وطالب المجتمع الدولي “بالوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال”.
بدوره، قال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري لوكالة الأناضول إن هذه الاقتحامات “تؤكد على أطماع الاحتلال بالمسجد الأقصى”، محملا السلطات الإسرائيلية مسؤولية التوتر الذي سينجم عنها.
وأردف: “سلطات الاحتلال تريد من خلال هذه الاقتحامات، التي تمت بحراسة قوات كبيرة من الشرطة، إثبات عدم هزيمتها في الحرب التي شنتها على غزة”.
ويأتي ذلك تزامنًا مع انتهاء الحظر الإسرائيلي على اقتحامات المسجد الذي استمر عشرين يوما، في حين انتشرت دعوات فلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى وحمايته.
وتتداول “جماعات المعبد” الإسرائيلية المتطرفة منذ أيام دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتوعد فيها باقتحام المسجد الأقصى.
ونشرت هذه المجموعات أمس صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، ويحمل أحدهم سلاحا أوتوماتيكيا في المكان.
وقررت الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين من اقتحام المسجد قبل أكثر من أسبوعين، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر، إضافة إلى الأوضاع الميدانية، من دون أن تعلن إلغاءه.
ويطالب المستوطنون بإعادة السماح لهم بدخول المسجد، من دون أن يكون واضحا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستتخذ هذا القرار قريبا، في ضوء الوضع الأمني في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية.
وفي السياق، دعا النائب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب “الصهيونية الدينية” المتطرف إيتمار بن غفير إلى اقتحام الأقصى، وقال عبر تويتر “يبدو أن (موشيه) غافني يعرف اتفاقا لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لوقف إطلاق النار في غزة”.
وموشيه غافني هو رئيس صحيفة “مِشبحا” الإسرائيلية، ويدعو لعدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.
وأضاف بن غفير “لم يتبق الكثير من الوقت لمعرفة الإجابة، غدا في السابعة صباحا يجب أن يكون الجبل مفتوحا لليهود، إغلاق الجبل يعني أن إسرائيل استسلمت لحماس”.
من جانبه، علق مدير “مؤسسة جبل الهيكل التراثية” توم نيساني على فتح الأقصى أمام المستوطنين قائلا “هذا صباح مهم جدا ينقذ القليل من الشرف الوطني لشعب إسرائيل”.
ودعا نيساني في تصريحات صحفية حكومة نتنياهو إلى سحب جميع صلاحيات إدارة الحرم القدسي من وزارة الأوقاف الأردنية، وفتحه طوال ساعات اليوم أمام اليهود من خلال جميع أبوابه، والتوقف عن الرضوخ لتهديدات حركة حماس، حسب وصفه.
ويتهم نواب بالكنيست وصحفيون إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بأنها عقدت اتفاقا لوقف إطلاق النار يتضمن عدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤولين آخرين في الحكومة نفوا ذلك، وأكدوا أن اتفاق إطلاق النار أبرم من دون وضع شروط.
وأعلنت السلطات المصرية الخميس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار “متبادل ومتزامن” في قطاع غزة، وبدأ سريانه فعليا اعتبارا من الساعة الثانية فجر الجمعة بتوقيت فلسطين.
ومنذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين بدخول المسجد عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، مما يتسبب في مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
من جانب آخر، يتسلم مركز عدالة الحقوقي اليوم رداً من المحكمة العليا الإسرائيلية على الالتماس الذي تقدم به باسم سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لإزالة الحواجز التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية عند مدخل الحي منذ أسبوعين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت أمس وقفة احتجاجية نُظمت في حي الشيخ جراح، ومنعت عشرات المتضامنين من دخول الحي، كما منعت سكان الحي من الخروج للمشاركة في الوقفة.
وتمنع سلطات الاحتلال الدخول إلى الحي أو الخروج منه لغير ساكنيه، في حين تسمح للمستوطنين بالتنقل فيه بحرية، في إطار خطط لتهجير السكان الفلسطينيين؛ كانت شرارة للهبة الشعبية الأخيرة التي واجهها الاحتلال باعتداءات واسعة، وأطلقت مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.
الجزيرة نت + وكالات