في جلسة غير مسبوقة، دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالبراءة بعد توجيه 34 تهمة له تتعلق بتزوير سجلات عمل لإخفاء جرائم مزعومة.
وأصبح ترامب أول شخص يواجه تهما جنائية بعدما شغل منصب الرئيس في الولايات المتحدة.
وينفي الرئيس السابق، الذي يبلغ من العمر 76 عاما ويسعى للعودة إلى البيت الأبيض، ارتكاب أي مخالفات.
ماذا حدث في الجلسة؟
مثل ترامب أمام محكمة في مانهاتن، ودفع بأنه “غير مذنب” بعد توقيفه رسميا في نيويورك.
وجلس الرئيس السابق صامتا أثناء معظم الإجراءات القضائية في نيويورك، ولم يتحدث إلا عندما تحتم ذلك.
وأثناء تقديم الأدلة في القضية، قال المدعون العامون للقاضي إن ترامب كتب منشورات تهديد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورد محامو ترامب عليهم بأن موكلهم شعر بالإحباط بسبب القضية، التي يعتقد أنها “ظلم كبير”.
وقال القاضي ميرشان إن محاكمة ترامب قد تبدأ في يناير/كانون الثاني المقبل، مما يعني أن ترامب، الذي يريد الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري مرة أخرى في عام 2024 قد يعود إلى المحكمة عندما تبدأ الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب.
وكما هو متوقع، فإن غالبية التهم الموجهة لترامب تتعلق بمزاعم دفع أموال لنجمة أفلام إباحية مقابل صمتها قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ترامب في عام 2016.
وظهر ترامب بملامح جامدة ولم يتحدث أثناء مغادر قاعة المحكمة بعد توجيه الاتهام إليه.
ماذا قال ترامب بعد عودته إلى فلوريدا؟
في وقت لاحق، عاد ترامب إلى فلوريدا، حيث يوجد مقر إقامته حاليا. وأدلى بتصريحات انتقد فيها الإجراءات القضائية بحقه.
وقال ترامب إن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها أنه يريد الدفاع عن البلاد بلا خوف في مواجهة من يريدون تدميرها.
وشن الرئيس السابق انتقادات لاذعة ضد إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
كما كرر ترامب العديد من التصريحات التي ذكرها خلال حملته الانتخابية، وقال إنه كان ضحية مؤامرة من الحزب الديمقراطي لإفشال محاولة إعادة انتخابه.
وبدأ حديثه بإنكار التهم المنسوبة إليه، والقول إن خصومه “يسعون لتدمير” الأمة.
كما ادعى كذبا أن كل محلل وخبير قانوني قال إنه لا توجد قضية ضده.
وكرر ترامب هجماته الشخصية على زوجة المدعي العام لمنطقة مانهاتن وابنة القاضي المشرف على قضيته.
واشتكى من أن هناك “قاضيا يكره ترامب… من عائلة تكره ترامب”، واصفا المحكمة بأنها متحيزة ضده.
كما ذكر التحقيقات الأخرى التي تبحث في اتهامه، واستنكر قيام المدعين العامين بالتحقيق في قضايا ضده في نيويورك وجورجيا وواشنطن العاصمة.
هل تؤثر الاتهامات على فرص ترامب في الترشح للرئاسة؟
تتمحور القضية حول دفع “أموال مقابل الصمت” لامرأتين قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لمنعهما من التحدث عن علاقة مزعومة مع ترامب.
وقال المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ إن ترامب رتب دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، لشراء صمتها.
ويقول المحامي السابق لترامب، مايكل كوهين، إنه دفع المبلغ بناء على توجيهات ترامب لإبقاء دانيلز هادئة بشأن علاقتها مع المرشح للانتخابات الرئاسية آنذاك.
وبحسب ما ورد، حصلت كارين ماكدوغال، وهي عارضة سابقة في مجلة بلاي بوي، على 150 ألف دولار من جانب الشركة المالكة لناشونال إنكوايرر الأمريكية في إطار مخطط للحصول على حقوق نشر روايتها بشأن العلاقة المزعومة، مع عدم السماح لها بنشر ذلك في أي مكان آخر، ثم تحجب الصحيفة القصة.
وفقا للمدعين العامين، اعترفت ناشونال إنكوايرر بدفعها لمصدر للتأكد من أن هذا الشخص “لن يعلن عن مزاعم ضارة” بشأن ترامب قبل انتخابات عام 2016.
ورغم أن اتفاقيات “المال مقابل الصمت” لا يجرمها القانون الأمريكي، حقق المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ في ما إذا كانت سجلات تجارية تم تزويرها لإخفاء الأموال التي دفعت للمرأتين.
ولا تزال احتمالات الإدانة غير واضحة حتى الآن، لكن التهم الموجهة إلى ترامب، الذي أطلق بالفعل حملته للعودة إلى البيت الأبيض، تجعل الولايات المتحدة تواجه وضعا سياسيا متأزما.
ووصف محامي ترامب التهم الموجهة له بأنها مؤسفة ومحبطة. واعتبر أن مبدأ سيادة القانون “مات” في الولايات المتحدة.
ومع أن الإدانة الجنائية لترامب لن تمنعه من حق الترشح في انتخابات الرئاسة والسعي للعودة إلى البيت الأبيض، قد تكون المعركة القانونية المطولة مصدر إلهاء كبير لترامب، الذي يعد الأوفر حظا للفوز بترشح الحزب الجمهوري، كما أنها قد تزيد من الاضطرابات داخل الحزب.
ماذا حدث أمام مقر المحكمة؟
تجمع المئات من أنصار ترامب في حديقة على الجانب الآخر من قاعة المحكمة. وانضمت إليهم النائبة مارغوري تايلور غرين، وهي جمهورية يمينية من جورجيا سخرت من الحزب الديمقراطي ووصفته بأنه “شيوعي” و “فاشل”.
وقالت غرين عن لائحة اتهام ترامب: “يجب أن يشعر كل أمريكي بالقلق”. ولطالما روجت غرين، 48 عاما، للادعاء الكاذب بأن ترامب كان هو الفائز في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وقوبل ظهورها بغضب من المتظاهرين المعارضين لترامب الذين صرخوا واستهزأوا بها، وفي بعض الأحيان قاموا بالتشويش على خطابها بالكامل.
وصاحت امرأة من المعارضين لترامب قائلة لها “عودي إلى جورجيا!”.
ويواجه الرئيس السابق تحقيقات أخرى، تتعلق بمحاولته إلغاء نتائج انتخابات في 2020 وتعامله مع الوثائق السرية بعد مغادرة البيت الأبيض.
بي بي سي عربي