دوليسياسة

التوتر العسكري بين تايوان والصين يتفاقم.. سيناريو الغزو البطيء

قد يكون الغزو الصيني لتايوان أحد أخطر الأحداث وأحداثها في القرن الحادي والعشرين، وهو حدث من شأنه أن يجعل الغزو الروسي على أوكرانيا يبدو وكأنه “عرض جانبي” بالمقارنة بالتداعيات الدولية، وفقا لتقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.

 

صراع قوى عظمى؟

يمكن أن يكون للغزو الصيني لتايوان تداعيات أبعد من الجزيرة، وقد يجتذب الصراع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، حسب الصحيفة.

 

وليس من الصعب تخيل أن الغزو الصيني للجزيرة سيؤدي إلى صراع قوى عظمى، حتى إلى حرب نووية، حسب “التايمز”.

 

ويعد الجيش الأميركي أقوى جيوش الأرض، بينما يحتل نظيره الصيني المرتبة الثالثة بين الأقوى في العالم، وفقا لتصنيف “غلوبال فاير باور لعام 2023”.

 

والثلاثاء، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت تسع سفن حربية و26 طائرة صينية في محيط الجزيرة غداة إعلان بكين نهاية مناوراتها العسكرية الواسعة، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

 

وأضافت وزارة الدفاع أن الصين حشدت “طائرات عسكرية هذا الصباح (الثلاثاء) وعبرت خط الوسط من الشمال والوسط والجنوب” مشيرة إلى أن السفن رُصدت قرابة الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (الساعة الثالثة ت غ).

 

وقال الجيش الصيني، الاثنين، إنه “أنجز بنجاح” المهام المحددة في إطار هذه المناورات التي سميت “السيف المشترك”.

 

والسبت، بدأت الصين مناورات استمرت ثلاثة أيام حول تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي تضمنت محاكاة لفرض حصار على الجزيرة وشن ضربات على أهداف محددة.

 

وجاء استعراض القوة الصيني هذا ردا على استقبال رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، لرئيسة تايوان، تساي إنغ-وين، الأسبوع الماضي، في كاليفورنيا، وتحذير بكين الذي أعقب اللقاء من إجراءات انتقامية.

 

وتعد عمليات التوغل الجوي هذه الأكبر في يوم واحد منذ أكتوبر 2021.

 

نقطة ضعف وقوة

تدعي الصين أن تايوان جزءا من أراضيها وقد تعهدت باستعادتها في يوم من الأيام، ولم تستبعد أبدا إمكانية استخدام القوة لإخضاع الجزيرة ذات النظام الديمقراطي لسيطرة بكين.

 

والقوة الدفاعية العظيمة لتايوان، هو موقعها الجغرافي كجزيرة مفصولة عن البر الرئيسي بمضيق عاصف يبلغ عرضه 100 ميل، لكن ذلك في الوقت نفسه نقطة ضعفها الكبيرة.

 

وعلى عكس أوكرانيا، التي لها حدود برية طويلة مع خمس دول أوروبية جيدة التنظيم، تعتمد تايوان على إعادة الإمداد وإعادة التسلح في البحر والجو.

 

وإغلاق هذه الطرق سيكون بنفس أهمية الغزو البرمائي الذي سيكون ضروريًا في نهاية المطاف لبكين لفرض نفسها على تايبيه.

 

سيناريو الغزو

سيكون من المستحيل إطلاق الغزو “على حين غرة”، ستستغرق الصين أسابيع لتتجمع في الموانئ الصينية على مرأى ومسمع من أقمار التجسس الغربية.

 

لكن الحصار يمكن أن يبدأ ببطء وبشكل خفي دون أن يلاحظ أحد.

 

ومن المحتمل أن يتطور الغزو ببطء على مدى شهور وحتى سنوات، وسيبدأ بما كانت القوات المسلحة الصينية تمارسه خلال عطلة نهاية الأسبوع “حظر جوي وبحري”.

 

ويمكن أن يبدأ الحصار بتدريبات عسكرية صينية على غرار التي تم إجراؤها مؤخرا، بقطع حركة المرور الجوية والبحرية إلى الجزيرة، جنبا إلى جنب مع “عمليات التفتيش” الصينية الإلزامية للشحن في المياه حول تايوان.

 

وفي المرة القادمة قد يستمر لأسابيع ثم لأشهر، وفي كل مرحلة، ستكون الحكومة الصينية قادرة على قياس رد فعل بقية العالم، وخاصة الولايات المتحدة ومدى استعدادها للمواجهة والصراع، حسب “التايمز”.

 

الحرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى