قال الائتلاف الوطني السوري إن استقبال المملكة العربية السعودية لوزير خارجية نظام الأسد، يزيد من تعقيد العملية السياسية، إذ إن نظام الأسد لم ينخرط جدياً في أي عملية سياسية متعلقة بالملف السوري.
وأضاف الائتلاف في بيان أن “نظام الأسد اعتمد منهج الإجرام والإرهاب في قمع الشعب السوري المطالب بالحرية منذ 12 عاماً، وارتكب أفظع الجرائم على مرّ التاريخ باستخدام السلاح الكيماوي على أحياء سكنية والبراميل المتفجرة وعشرات الأسلحة المحرمة دولياً، وهذا ما يستدعي من الدول العربية ومن المجتمع الدولي العمل الجاد والحقيقي لمحاسبته والضغط عليه بكل الطرق لتطبيق العملية السياسية، وعدم تناسي جرائمه”.
وأشار الائتلاف الوطني إلى أن “التقارب من نظام الأسد ليس خياراً للحل في سورية، لأن أي تعزيز لسلطة مجرم الحرب في سورية ستؤدي إلى ارتكابه مزيداً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين الذين ما يزالون يتمسكون بثورتهم ومطالبهم المحقة في إسقاط النظام ومحاكمته وبناء سورية الحرة. إنه لا بدّ للدول من الوقوف أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية لنبذ مجرم الحرب ومعاقبته وعزله عن أي محفل واجتماع دولي أو إقليمي”.
ونبّه الائتلاف الوطني إلى أن “الوصول إلى حل للمشكلات الإنسانية والسياسية في سورية يبدأ بمحاسبة نظام الأسد، إذ إنه هو الراعي للميليشيات الأجنبية والطائفية التي استقدمها لقتل الشعب السوري، وهو المسؤول عن تصنيع وتصدير المخدرات إلى العالم، كما أن عودة اللاجئين منوطة برحيل نظام الأسد بشكل أساسي ولا يمكن عودة أي لاجئ إلى مناطق سيطرة نظام الأسد التي ما تزال تغص “مسالخها البشرية” بالأبرياء بسبب مطالبتهم بالحرية”.
وتابع البيان: نظام الأسد هو من استجلب واستنبت الميليشيات الإرهابية والطائفية والانفصالية في سورية ويرعى أكثر من سبعين ميليشيا منها؛ لقتل وتهجير الشعب السوري وتغيير البنية الديموغرافية للبلاد”.
ودعا الائتلاف الوطني السوري المملكة العربية السعودية إلى “مراجعة الموقف من هذا النظام المجرم، والثبات على المواقف المشرفة للمملكة من ضرورة عزلته ومحاسبته على ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة”.
وأمس الأربعاء، أجرى وزير خارجية الأسد فيصل المقداد زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2011 إلى السعودية.
وقالت وكالة أنباء الأسد “سانا” إن المقداد وصل مع وفد مرافق له إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية “في زيارة عمل بناء على دعوة من الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وأضافت أنه “كان في استقبال الوزير والوفد المرافق له في مطار جدة المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية”.
يأتي ذلك بعدما أعلنت السعودية مؤخراً عن نيتها رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع نظام الأسد.