سورياسياسة

فرنسا: الأسد وحلفاؤه مسؤولون عن حرب لها عواقب غير مسبوقة

أكدت المنسقة السياسية لفرنسا لدى الأمم المتحدة، إيزيس جارود دارنو، أن المحاسبة ومكافحة الإفلات من العقاب في سوريا أولوية بالنسبة لبلادها، مؤكدة أن العودة الكريمة والآمنة والطوعية للسوريين مستحيلة” في الوقت الحالي.

 

وأضافت في كلمة لها في جلسة مجلس الأمن أن نظام الأسد وحلفاءه مسؤولون عن حرب لها عواقب غير مسبوقة، خلفت أكثر من خمسمئة ألف قتيل، وأكثر من مئة وثلاثين ألف مفقود، اثني عشر مليون مهجّر، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

 

وأوضحت أنه بالإضافة إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، استخدم النظام التعذيب الممنهج والعنف الجنسي في مراكز الاحتجاز التابعة له، بالإضافة إلى أن النظام والميليشيات الإيرانية هم الآن المنتجون والمصدرون الرائدون في العالم لمخدر الكبتاغون، مما يجعل من سوريا قلب تجارة مخدرات عالمية بمليارات الدولارات، وهي مصدر عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها.

 

وأكدت على تصريح وزيرة خارجية بلادها بأن “مكافحة الإفلات من العقاب تظل أولوية بالنسبة لفرنسا”، مشددة على أنه “يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أفعالهم”.

 

وأشارت إلى أن “العقوبات الأوروبية مصممة بدقة لتقييد مجال المناورة لمرتكبي هذه الجرائم ومصادر تمويل الجهاز القمعي للنظام السوري”.

 

وقبل نحو أسبوع، وصفت خارجية الأسد فرنسا بالـ”متخلفة”، وذلك في رد منها على على دعوة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، لمحاكمة بشار الأسد، على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.

 

وقالت خارجية الأسد في بيانٍ إنها تابعت مؤخراً ما وصفتها بالهستيريا والمواقف المعزولة والمنفصلة عن الواقع للدبلوماسية الفرنسية التي فقدت صوابها بعد القرارات التاريخية التي اتخذتها القمة العربية في المملكة العربية السعودية تجاه سوريا، حسب تعبيرها.

 

 

وأضافت أن “فرنسا التي فشلت هي وأدواتها الإرهابية في تحقيق أهدافها في سوريا، قد أصابها العمى وعدم الاعتراف بالحقائق والتغيرات الجارية على الساحتين العربية والإقليمية وعلى الساحة الدولية”.

 

وتابعت: “أحلام المرضى في الدبلوماسية الفرنسية بإعادة موروثات حقبة الاستعمار والهيمنة على الشعوب ومقدراتها وثرواتها لم تعد صالحة لعالم اليوم الذي ينتج قيما جديدة تقوم على تعددية الأقطاب ورفض العقوبات الاقتصادية اللاأخلاقية واللاإنسانية واحترام سيادة واستقلال الدول والمساواة فيما بينها”.

 

وقبلها بومين، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أن بلادها تؤيد محاكمة بشار الأسد، رغم استعادته مقعد سوريا في الجامعة العربية.

 

وقالت الوزيرة الفرنسية رداً على سؤال صحفي حول ما إذا كانت تؤيد أن يحاكم الأسد بالقول إن “محاربة الجرائم والإفلات من العقاب جزء من قيم الدبلوماسية الفرنسية”.

 

وأضافت: “يجب أن نتذكر من هو بشار الأسد، إنه زعيم كان عدو شعبه منذ أكثر من 10 سنوات”، مردفة: “يجب التذكر بأن مئات آلاف القتلى سقطوا، وتم استخدام الأسلحة الكيميائية”.

 

واستبعدت وزيرة خارجية فرنسا أي رفع للعقوبات الأوروبية على نظام بشار الأسد، أو حتى تغيير موقف فرنسا حيال الأسد.

 

وأوضحت الوزيرة كولونا “طالما أنه لم يتغير، ولم يقطع التزامات بالمضي في المصالحة ومكافحة الإرهاب والمخدرات (..) ولا يحترم التزاماته، فليس هناك من سبب لتغيير الموقف تجاهه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى