زعمت روسيا أن طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اقتربت بشكل “خطير” من طائرات روسية شمال سوريا ضمن “عدة انتهاكات أخرى”، وذلك في سياق اتهامات متبادلة بين الطرفين بخصوص خرق بروتوكولات عدم التضارب في سوريا.
وقال ما يسمى “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، التابع لوزارة الدفاع، إنه تم تسجيل “نهج خطير” لطائرة MQ-9 بدون طيار للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع الطائرات الروسية في سوريا.
وأضاف المسؤول العسكري في المركز أوليغ غورينوف: “من المثير للقلق بشكل خاص الاقتراب الخطير المسجل للمركبة الجوية غير المأهولة MQ-9 للتحالف مع الطائرات الروسية في منطقة الباب”.
وبحسب غورينوف فقد سجل الطيارون الروس تأثير أنظمة التوجيه، مما أدى إلى التشغيل التلقائي لأنظمة الدفاع على متن الطائرة، مضيفاً أن الطيارين الروس أظهروا “احترافية عالية” من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب لمنع الاصطدام بطائرات التحالف بدون طيار.
وقبل ذلك بـ 3 أيام، زعمت وزارة الدفاع الروسية أن طائرة عسكرية روسية تعرضت لأنظمة توجيه طائرات مقاتلة من طراز “F-16” تابعة للتحالف الدولي في الأجواء السورية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن رئيس “مركز المصالحة الروسي في سوريا، أوليغ غورينوف، قوله إن طائرة عسكرية روسية تعرضت لأنظمة التوجيه لطائرات مقاتلة من طراز “F-16” خلال دورية روتينية فوق الحدود الجنوبية لسوريا.
وأشار إلى أن أنظمة الملاحة المقترنة بالمقاتلات الأميركية أثرت على الطائرة الروسية، موجها اتهامات جديدة بشأن “انتهاك” طائرات التحالف الدولي للمجال الجوي السوري عدة مرات خلال اليوم الماضي، وقال إنه تم تسجيل 10 خروقات للأجواء السورية من قبل مقاتلات من طراز “F-16” وأخرى من طراز “رافال” تابعة لقوات التحالف في منطقة التنف.
وسبق ذلك بأيام، أن كشف مسؤولون أمريكيون عن تحليق طائرة مقاتلة روسية بالقرب من طائرة استطلاع أميركية فوق سوريا، ما أجبرها على الطيران بشكل مضطرب، وتعريض حياة أفراد الطاقم الأميركيين للخطر.
وقال المسؤولون لوكالة أسوشيتد برس”، إن الحادث “تصعيد كبير في سلسلة من المواجهات بين الطائرات الأميركية والروسية في سوريا خلال الأسابيع الماضية”، مضيفين أن “اعتراض الطائرة الروسية SU-35 أعاق قدرة الطاقم الأميركي على تشغيل طائرتهم MC-12 بأمان”.
ووصف المسؤولون الأميركيون الحادث بأنه “مستوى جديد من السلوك غير الآمن الذي قد يؤدي إلى وقوع حادث أو خسائر في الأرواح”.
وبحسب الوكالة فإنه في الأسابيع الماضية، ضايقت الطائرات المقاتلة الروسية مراراً وتكراراً طائرات مسيرة أميركية، لكن الحادث الأخير أثار مخاوف لأنه عرض حياة الأميركيين للخطر.
ولم يذكر المسؤولون الأميركيون تفاصيل عن مدى قرب الطائرة الروسية من الطائرة الأميركية، لكنهم أشاروا إلى أن الطائرة الأميركية “MC-12” هي طائرة ذات محركين توربينيين، تستخدم بشكل روتيني من قبل قوات العمليات الخاصة، وكانت تقوم بالمراقبة لدعم العمليات ضد “تنظيم الدولة” في سوريا.
كما اتهم مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية روسيا بأن طائرة استطلاع تابعة لها حلّقت فوق قاعدة التنف العسكرية، لفترة طويلة، وذلك في سياق الاتهامات المتبادلة بين الطرفين منذ أسابيع.
وقال المسؤول إن الطائرة الروسية من طراز (أنتونوف إن- 30) حلقت صباح أمس الجمعة، ذهاباً وإياباً ولعدة مرات فوق قاعدة التنف الأميركية في سوريا والمنطقة المحيطة بها، قائلاً إن “الروس يواصلون القيام بأنشطة تثير قلقنا للغاية”، وفق ما نقلت شبكة (CNN).
وأضاف المصدر أن القوات الأميركية المتمركزة في القاعدة لم تتمكن من اعتراض الطائرة الروسية في الوقت المناسب، وذلك بسبب مكان تمركز الطائرات الأميركية في ذلك الوقت، والتي قال المسؤول بأنها تجري طلعات يومية، سواء في سوريا أو العراق “وفقاً لجداول يتم تغييرها بشكل روتيني ولا يمكن التنبؤ بها، ولذلك لم يكن الروس على علم مسبق بعدم وجود تغطية للمجال الجوي”.
وأكّد المسؤول الأميركي أنه تم توجيه احتجاج شديد لروسيا “عبر خط عدم الاشتباك الذي تم إنشاؤه في سوريا، والذي تتجاهله روسيا”، مردفاً: “لا يمكن مطلقاً تغطية كل مكان دفعة واحدة، لذلك نحن نقسم هذا النشاط بشكل مختلف كل يوم بحيث لا يمكن التنبؤ بما سيحصل”. وأضاف: “كانت هناك فجوة في تغطيتنا لقاعدة التنف، ولم نتمكن من الاستجابة بسرعة كافية للوصول إلى الموقع واعتراض الطائرة الروسية”.