كشف البيت الأبيض أن طائرة مقاتلة روسية أطلقت قنابل إنارة وهاجمت طائرة أميركية مسيرة فوق المجال الجوي السوري، أمس الأربعاء، في سادس حادثة يتم الإبلاغ عنها خلال تموز الجاري، والثانية خلال 24 ساعة.
وأضافت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، أن “الطائرات الحربية الروسية تحلق بشكل خطير بالقرب من الطائرات الأميركية المأهولة وغير المأهولة، مما يعرض طواقم الطائرات للخطر، ويثير تساؤلات حول سبب حدوث ذلك”، مضيفة أن “الولايات المتحدة قد تحتاج إلى الرد على ذلك”.
وتابعت: “لقد رأينا التقارير عن طائرة مقاتلة روسية ثانية هذا الأسبوع تحلق بشكل خطير بالقرب من طائرتنا بدون طيار”، مشيرة إلى أن “نهج روسيا الوثيق ونشر القنابل المضيئة فوق الطائرات الأميركية المسيّرة خلال مهمة روتينية ينتهك المعايير الدولية”.
والثلاثاء، اتهمت الولايات المتحدة الطيارين الروس بتعريض طائرات وأفراد طاقم أميركيين للخطر عبر سلسلة من المناورات غير الآمنة وغير المهنية هذا الشهر فوق سوريا.
وقال اللفتنانت جنرال في سلاح الجو الأميركي أليكسوس غرينكيفيتش في بيان إن يوم الأحد “حلقت طائرة مقاتلة روسية على نحو خطير بالقرب من طائرة مسيرة أميركية من طراز MQ-9 كانت في مهمة ضد داعش، وضايقتها ونشرت قنابل مضيئة من موقع فوقها مباشرة”.
وقال غرينكيفيتش إن “إحدى القنابل المضيئة الروسية أصابت المسيرة الأميركية MQ-9 وألحقت أضرارًا بالغة بمروحتها”، لكنها تمكنت من العودة إلى قاعدتها. ودعا “القوات الروسية في سوريا إلى وضع حد فوري لهذا السلوك المتهور وغير المبرر وغير المهني”.
وقال غرينكيفيتش إن طائرة روسية “اقتربت كثيرًا” من طائرة استطلاع مأهولة في 16 تموز/يوليو، مما أجبرها على التحليق ضمن منطقة اضطرابات الاستنفاد الخلفي للطائرة الحربية الروسية وقلل “قدرة الطاقم على تشغيل الطائرة بأمان”.
وقبل أيام، زعمت روسيا أن طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اقتربت بشكل “خطير” من طائرات روسية شمال سوريا ضمن “عدة انتهاكات أخرى”، وذلك في سياق اتهامات متبادلة بين الطرفين بخصوص خرق بروتوكولات عدم التضارب في سوريا.
وقال ما يسمى “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، التابع لوزارة الدفاع، إنه تم تسجيل “نهج خطير” لطائرة MQ-9 بدون طيار للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع الطائرات الروسية في سوريا.
وأضاف المسؤول العسكري في المركز أوليغ غورينوف: “من المثير للقلق بشكل خاص الاقتراب الخطير المسجل للمركبة الجوية غير المأهولة MQ-9 للتحالف مع الطائرات الروسية في منطقة الباب”.
وبحسب غورينوف فقد سجل الطيارون الروس تأثير أنظمة التوجيه، مما أدى إلى التشغيل التلقائي لأنظمة الدفاع على متن الطائرة، مضيفاً أن الطيارين الروس أظهروا “احترافية عالية” من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب لمنع الاصطدام بطائرات التحالف بدون طيار.
وسبق ذلك أن كشف مسؤولون أمريكيون عن تحليق طائرة مقاتلة روسية بالقرب من طائرة استطلاع أميركية فوق سوريا، ما أجبرها على الطيران بشكل مضطرب، وتعريض حياة أفراد الطاقم الأميركيين للخطر.
وقال المسؤولون لوكالة أسوشيتد برس”، إن الحادث “تصعيد كبير في سلسلة من المواجهات بين الطائرات الأميركية والروسية في سوريا خلال الأسابيع الماضية”، مضيفين أن “اعتراض الطائرة الروسية SU-35 أعاق قدرة الطاقم الأميركي على تشغيل طائرتهم MC-12 بأمان”.
ووصف المسؤولون الأميركيون الحادث بأنه “مستوى جديد من السلوك غير الآمن الذي قد يؤدي إلى وقوع حادث أو خسائر في الأرواح”.