قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إن فرنسا مهتمة جداً بملف تهريب الكبتاغون من قبل نظام الأسد، مشيرة إلى أن تهريب المخدرات يمثّل أحد الموارد المالية الرئيسية للنظام.
وأضافت كولونا في رسالة وجهتها لرئيس “الائتلاف الوطني السوري” أن مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي تبنى عقوبات جديدة ضد العديد من الأفراد والكيانات المسؤولة عن تهريب الكبتاغون في سوريا والمنطقة.
وأعربت عن قلق بلادها من التحركات الإقليمية للتطبيع مع الأسد، مؤكدة أن “منع الإفلات من العقاب شرط لا غنى عنه لأي حل سياسي في سوريا”.
وأكدت كولونا أن “موقف فرنسا من القضية السورية ثابت منذ العام 2011، ولا ترى أي سبب يحتمل أن يدفعها إلى تطبيع علاقاتها مع النظام”، مشيرة إلى أن النظام “لم يقدم أي ضمانات تشير إلى استعداده للانخراط بحسن النية في عملية سياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254”.
وأوضحت الوزيرة الفرنسية أن “تطبيق القرارات الدولية الخاصة بسوريا هي ما ستسمح للسوريين بالعيش بسلام وأمن في بلدهم، وستسمح للاجئين بالعودة طواعية وبأمان وكرامة”، وفق ما نقل موقع الائتلاف.
وذكرت كولونا أن “سياسة فرنسا تجاه سوريا تركز على منع الإفلات من العقاب”، مشيرة إلى أنه “شرط لا غنى عنه لأي حل سياسي وأي سلام دائم في سوريا”، مشددة على أن بلادها “ستبقى ملتزمة بضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، وستواصل دعم العمل الاستثنائي للمنظمات غير الحكومية والآليات الدولية والمحاكم الوطنية، التي تنوي محاسبة المسؤولين عن أخطر الجرائم المرتكبة في سوريا”.
وتابعت أنه “على مدى الـ 12 عاماً الماضية، كان الشعب السوري ضحية لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع”، لافتة إلى أن “العديد من هذه الانتهاكات، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ونظام الأسد مسؤول عنها”.
وفي آذار الماضي، أكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير أن بلاده لن تغير موقفها من نظام الأسد المسؤول عن إنتاج 80٪ من الكبتاغون في العالم، ما لم يحدث تغيير حقيقي بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن كارثة الزلزال لا يمكن أن تمحو فظائع النظام بحق شعبه وجرائم الحرب التي يرتكبها، مشيرًا إلى أن أكثر من 155 ألف شخص ما زالوا في عداد المفقودين حتى اليوم، معظمهم في سجون الأسد. وفقَ منظمات حقوقية.
وأضاف المسؤول الفرنسي أن “فرنسا ستواصل بلا هوادة معركتها ضد الإفلات من العقاب”، مشيرًا إلى أن الفساد المنهجي والواسع النطاق وصل الآن إلى مستويات غير مسبوقة في مناطق النظام، حيث تُنتج سوريا الآن 80% من الكبتاغون في العالم.
وتابع السفير أن نظام الأسد يمارس عمليات تهريب مخدرات تزيد قيمتها عن 57 مليار دولار، مما يعود بالفائدة عليه وعلى الميليشيات التابعة له وعلى حفنة من رجال الأعمال المقربين منه، وذلك يعتبر عاملاً من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة، حسب قوله.
وقبل أشهر أصدرت الولايات المتحدة قانوناً جديداً خاصاً بمكافحة كبتاغون الأسد، وذلك في ظل تحويل النظام الأراضي السورية إلى مركز لتصدير المخدرات إلى العالم.