دوليسياسة

روسيا تلجأ إلى “حيلة جديدة” لتأمين سلسلة توريد الطائرات بدون طيار

تحاول روسيا التكييف مع العقوبات الغربية المفروضة على سلسلة إمداداتها العسكرية من خلال استخدام شركات غير معروفة للشحن والخدمات اللوجستية، بهدف جلب المزيد من المسيرات الإيرانية التي تلعب الآن دورا محوريا في غزو موسكو لجارتها أوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

 

وقامت خمس سفن ترفع العلم الروسي وهي “Baltiyskiy-111، و Omskiy 103، و Skif V، و Musa Jalil، و Begey” بـ 73 رحلة عبر بحر قزوين إلى موانئ في إيران خلال العام الماضي، حسبما نقلت الصحيفة عن وثيقة للحكومة الأوكرانية، ولم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي من تلك السفن. 

 

وفرضت واشنطن عقوبات على عشرات السفن التجارية وشركات الشحن، بعضها له تاريخ من العلاقات مع الحكومة الروسية، لحملها أسلحة وإمدادات عسكرية أخرى لروسيا.

 

التكيف مع العقوبات الغربية؟

تشير الوثيقة الحكومة الأوكرانية أن روسيا تتكيف مع العقوبات من خلال اللجوء إلى الشركات والسفن “التي لها روابط علنية أقل مع الدولة الروسية” والتي لم تستهدفها العقوبات الأميركية بعد، حسبما ذكر خبراء لـ”وول ستريت جورنال”.

 

وتستخدم موسكو أيضا شركات شحن تركية ويونانية وهندية غامضة للحفاظ على تدفق صادراتها النفطية.

 

وعن ذلك قال الخبير بشؤون تهريب الأسلحة الروسية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إريك وودز، إن التكتيكات تتغير دائما، واصفا الأمر بـ”لعبة القط والفأر”.

 

وفي أغسطس العام الماضي، بدأت روسيا إطلاق طائرات بدون طيار من طراز “شاهد” إيرانية الصنع على أوكرانيا وغالبا ما كانت تضرب البنية التحتية المدنية خلف الخطوط الأمامية للحرب.

 

وتبلغ سرعة مسيرات “شاهد 136” الانتحارية الإيرانية 185 كيلو متر بالساعة، وهي كبيرة الحجم لكن صنعها “منخفض الكلفة”.

 

وتبلغ تلك المسيرات هدفها بواسطة إحداثيات لنظام “جي بي إس” يتم إدخالها قبل إقلاعها، وتحلق بعدها في شكل ذاتي على علو منخفض وتبلغ هدفها الثابت بالضرورة على بعد بضع مئات الكيلومترات.

 

واستخدمت روسيا المسيرات الإيرانية لاستهداف بالبنية التحتية للمياه والكهرباء والتدفئة في محاولة لإرهاق السكان المدنيين في أوكرانيا نفسيا.

 

وعلى جانب آخر، قامت أوكرانيا بتحديث دفاعاتها الجوية بمساعدة بعض الأسلحة التي زودتها بها الغرب في الأشهر الأخيرة، لكن ليس لديها طريقة فعالة لإسقاط جميع الطائرات بدون طيار خلال موجات متكررة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد.

 

والسفن التي حددتها أوكرانيا مملوكة لسلسلة من شركات الشحن الصغيرة غير البارزة المتمركزة في جنوب روسيا، بما في ذلك ثلاث في مقاطعة أستراخان الروسية، والتي تقع بالقرب من مصب نهر الفولغا على بحر قزوين. 

 

وقد فرضت أوكرانيا عقوبات على واحدة من تلك الشركات على الأقل، وهي شركة “Lagoda Shipping” بعد أن رست سفنها في شبه جزيرة القرم المحتلة.

 

تحدي وحلول ممكنة

يظهر الاعتماد المتزايد على طريق بحر قزوين أيضا التحدي الذي تواجهه واشنطن في الوقت الذي تحاول فيه القضاء على مصادر روسيا الرئيسية للأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى. 

 

وهناك بعض الطرق التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها ممارسة الضغط على “سلسلة التوريد السرية الروسية”، حتى في بحر قزوين، مثل قطع وصولهم إلى سوق التأمين الدولي لمنعهم من استلام شحنات من دول أخرى، حسبما يقول الخبراء.

 

وقال وكيل وزارة التجارة السابق لإدارة الصادرات والذي يشغل الآن منصب مستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ويليام رينش، “لكل خطوة، هناك خطوة مضادة، وعليك فقط أن تتابعها”.

 

وتضغط العقوبات الأمريكية على إمدادات روسيا من الأسلحة بطرق أخرى، مما يجبر موسكو على اللجوء إلى عالم غامض من تجار الأسلحة والشبكات الإجرامية للحصول على الأسلحة والمواد التي تحتاجها لجيشها.

 

وفي الأشهر الأخيرة، اضطرت شبكات المشتريات العسكرية الروسية إلى إعادة توجيه شحنات الإلكترونيات إلى ثلاث أو أربع دول قبل وصولها إلى روسيا، وذلك ردا على جهود الولايات المتحدة للحد من عمليات التسليم عبر تركيا ودول أخرى، كما يقول المسؤولون الأميركيون.

 

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، لم تذكر “وول ستريت جورنال” اسمه، إن الكفاءة والقدرة على التنبؤ أمران مهمان حقا بالنسبة للإنتاج الدفاعي”. 

 

وما تفعله روسيا هو إدارة سلسلة توريد “غامضة ومرتجلة”، وفقا لحديث المسؤول الأميركي.

 

ويتوقع المسؤولون الأوكرانيون الآن أن تلعب الطائرات المسيرات دورا متزايد الأهمية في الهجوم الروسي على أوكرانيا. 

 

وتشير الوثيقة الأوكرانية إلى أن روسيا تستخدم أعدادا أكبر من الأسلحة في هجمات فردية في محاولة للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.

 

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى