أكد وزير خارجية الأسد فيصل المقداد، رفض النظام تقديم أي تنازلات سياسية مقابل الحصول على دعم في مشاريع التعافي المبكر، زاعماً أن نظام الأسد يتعاون مع لجنة الاتصال العربية على قاعدة “الالتزام الكامل بسيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وأضاف في كلمة له أمام الدورة المئة وستين لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في العاصمة المصرية القاهرة أنه من المهم الدعم الدولي لتوسيع نطاق الأنشطة الإنسانية في سوريا، لتشمل مشاريع التعافي المبكر وتمويلها بعيداً عن المشروطية السياسية، بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية وتهيئة الأرضية اللازمة لعودة اللاجئين على سبيل الأولوية، حسب زعمه.
وأشار إلى أهمية القرارات المتخذة في قمة جدة وما سماها الانفراجات العربية – العربية والعربية – الإقليمية التي سبقتها، مضيفاً أنها شكلت نقطة انعطاف مهمة وتدشيناً لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك والتقارب الإقليمي.
وطالب وزير خارجية النظام بالتمسك بما تحقق في قمة جدة، مضيفا: “الأمن القومي العربي مترابط لا يتجزأ”، مطالباً الدول العربية بالتعاون لحل أزمات الدول العربية ومواجهة “التدخلات العسكرية التركية” في سوريا وغيرها من البلدان العربية والتي يهدد استمرارها الأمن القومي العربي والمصالح العربية العليا”.
وأضاف أن الاجتماع الأول للجنة الذي استضافته القاهرة منتصف الشهر الماضي، كان فرصة لـ”عرض الإجراءات والتسهيلات التي اتخذتها سوريا خلال الفترة الماضية لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع مواطنيها دون تمييز، ولتسهيل عودة السوريين الراغبين إلى بلدهم، ومناسبة لاستعراض الصعوبات التي تعرقل عودتهم نتيجة للإرهاب وللحصار الاقتصادي الغربي”.
وتطرق إلى محاولات أميركية وغربية تهدف إلى عرقلة التعاون مع الدول العربية، مضيفاً أن الدول الغربية تدخلت “بشكل وقح ومارست ضغوطاً لمنع أي تقارب عربي”.
يذكر أن نظام الأسد لم يمنح الدول العربية أياً من المطالب التي دعته للتفاعل معها، خصوصاً تهريب المخدرات إلى الأردن ودول الخليج، حيث لا تزال مناطق الجنوب منطلقاً لعمليات التهريب بإشراف النظام ومليشيات مرتبطة بإيران حسبما تؤكد العديد من المصادر المحلية والحقوقية.