قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا باولو بينهيرو، اليوم الجمعة، إن الجمود الحالي “لا يطاق”، مؤكداً أن سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين، وذلك في كلمة خلال الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول الأممي أنّ الحرب لم تنته بعد، ولا يوجد فائزون نهائيون، ويظل البلد بلداً غير آمن من أجل عودة اللاجئين، مردفا: “يفر شباب سوريا اليوم من بلدهم بأعداد كبيرة، تاركين خلفهم دولة مجزأة واقتصاداً منهاراً وبيوتاً مدمرة. وفقدوا الشعور بأنهم يملكون مستقبلاً في بلدهم”.
وتابع أنه رغم الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار الأوضاع في سوريا، بما في ذلك من خلال إعادة قبولها في جامعة الدول العربية، يعاني السوريون من تفاقم القتال والاضطراب على العديد من الجبهات، ومن اقتصاد على وشك الانهيار، ومن استمرار الانتهاكات والاعتداءات المتصلة بحقوق الإنسان.
ولفت إلى أنه بعد ما يقارب 12 سنة، تواصل أطراف النزاع ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية، مشدداً على أن التطبيع مع الأسد في غياب معايير واضحة وملموسة “لن يفضي إلى الخروج من المأزق، ومن شأنه أن يحكم على السوريين بالمزيد من المعاناة، والمزيد من الدمار، والمزيد من إراقة الدماء”.
وأردف أنه في حال بقي الوضع كما هو، فإن البلاد ستشهد “المزيد من الأمهات وهي ترثي أبناءها أو بناتها من القتلى والمفقودين. وينبغي وضع معايير تسمح بمعالجة المظالم الحقوقية التي أدت إلى هذا النزاع”.
وقال بينهيرو إنه خلال النصف الأول من عام 2023، تستمر عمليات القتل والاختفاء والتعذيب والاحتجاز التعسفي والنزوح وسلب الممتلكات، ليس فقط من طرف النظام السوري، بل كذلك من طرف ثلاثة من أبرز الجهات الفاعلة المسيطرة على ثلث أراضي سورية، وهي “هيئة تحرير الشام”، التي تُصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية، و”الجيش الوطني السوري المعارض”، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرق سورية.
وحول ملف اللاجئين، قال رئيس اللجنة إنّ بعض اللاجئين العائدين من دول الجوار، بما في ذلك بعض الأفراد المُرحَّلين بشكل قسري من جانب سلطات حكومية، “يتعرضون إلى الاعتقال وسوء المعاملة من طرف القوات الأمنية السورية أو العصابات الإجرامية”.
وأضاف أن البعض منهم تعرَّض للابتزاز مقابل إطلاق سراحهم، بينما جرى تسليم البعض منهم إلى قوات الأمن، كما أصبح بعض الأفراد، من بينهم أطفال، في عداد المفقودين، داعياً نظام الأسد إلى “الاهتمام والاستجابة بشكل إيجابي لتطلعات وحقوق السوريين المشروعة”.
وتطرق بينهيرو إلى تظاهرات السويداء قائلاً إنّه “من المدهش أن نرى السوريين في الشوارع يرفعون أصواتهم للمطالبة بالتغيير”، مؤكداً أن “التظاهرات تتزامن مع الانتقادات المتنامية للسياسات العامة في كل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في سياق يشهد مستويات غير مسبوقة من الفقر والقمع السياسي المستمر”.