قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية العميد بات رايدر، إن وكلاء إيران يستغلون الحرب الدائرة في غزة لدفع الولايات المتحدة نحو الانسحاب من سوريا والعراق، مشيراً إلى أن وكلاء إيرانيين يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه الجماعات تطمح منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، مشيراً إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم داعش.
واعتبر رايدر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواءها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف، مشيراً إلى أن أن أحدث هجوم لوكلاء إيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق كان في 23 من تشرين الثاني الحالي، تزامنًا مع الهدنة التي سرت في غزة.
وفي ذات الوقت، أكد رايدر أن هجمات وكلاء إيران على القواعد الإيرانية كانت “غير فعالة إلى حد كبير”، بينما أشار إلى الهجمات الأمريكية على المجموعات نفسها بـ”الهجمات الفعالة للغاية”، لافتاً إلى أن كل هجوم شنته الولايات المتحدة في إطار ردها على هجمات وكلاء إيران، كان يقلل من قدرة “الحرس الثوري الإيراني” في العراق وسوريا.
ويوم الخميس الماضي 23 تشرين الثاني الجاري، قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز إن قوات بلاده تعرضت للهجوم أربع مرات في العراق وسوريا، بصواريخ وطائرات مسيرة مسلحة، لكن لم تقع إصابات أو أضرار في البنية التحتية.
وأضاف المسؤول، أن القوات الأميركية والدولية هوجمت في موقعين بشمال شرق سوريا باستخدام عدة صواريخ وطائرة مسيرة انتحارية، مشيراً إلى أنه حتى يوم الخميس، وقع ستة وثلاثون هجوماً في العراق وسبعة وثلاثون هجوماً في سوريا.
وفي العراق، تم إطلاق عدة طائرات مسيرة انتحارية على قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد، كما أُطلقت طائرة مسيرة على قاعدة تضم قوات أميركية بالقرب من مطار أربيل في شمال العراق.
والأربعاء 15 تشرين الثاني، كشفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تعرض قواتها المتمركزة في سوريا والعراق لخمسة وخمسين هجوماً خلال شهر، ما أدى إلى إصابة عشرات الجنود الأميركيين بجروح طفيفة.
وأوضحت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين أنه منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي وحتى الرابع عشر من تشرين الثاني تم رصد خمسة وخمسين هجوماً منها سبعة وعشرون على قوات أميركية في العراق وثمانية وعشرون هجوماً في سوريا، مشيرة إلى إصابة تسعة وخمسين أميركياً.
والإثنين 13 تشرين الثاني، شنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات على مواقع للمليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي.
وقال الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) إن الولايات المتحدة جددت قصفها ضد منشأتين بمدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور ردًا على “استفزازات (الحرس الثوري الإيراني) والجماعات المرتبطة به”.
والخميس 9 تشرين الثاني، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن الضربة الجوية التي نفذتها مقاتلات أميركية، استهدفت منشأة تابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني لتخزين الأسلحة في دير الزور.
وقالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، إنه “في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد أشخاص أميركيين في سوريا والعراق، نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية غارة جوية على منشأة في سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات التابعة له”.
يذكر أن المليشيات الإيرانية سبق أن هاجمت قواعد للتحالف الدولي في دير الزور وهي قاعدتا كونيو والعمر، كما تعرضت قاعدة التنف في الجنوب لهجمات مماثلة، الأمر الذي دفع بالتحالف إلى تكثيف هجماته ضد المليشيات في منطقة البوكمال والميادين في دير الزور.
ويتزامن هذا التصعيد مع حرب إسرائيل في غزة، ومحاولة إيران تسويق نفسها على أنها مدافعة عن الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي لم تتجرأ فيه بدخول الحرب أو دفع مليشياتها في سوريا ولبنان إلى مهاجمة إسرائيل.