قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تعمل عبر القنوات الدبلوماسية لوقف التصعيد في شمال شرقي سوريا في ظل القصف التركي على مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأشارت الخارجية على لسان متحدث باسمها إلى ضرورة احترام التفاهمات واتفاقات وقف إطلاق النار، وفق ما نقلت عنه مواقع مقربة من قسد.
وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على “اتصال وثيق” مع نظيره التركي هاكان فيدان، وآخرين في المنطقة، “لبحث مجموعة من المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي”، مشيراً إلى أن “واشنطن تشعر بالقلق الشديد من الغارات الجوية الأخيرة في شمال سوريا، التي أدت إلى مقتل وجرح مدنيين وضرب البنى التحتية المدنية”، بحسب قوله.
وأكد المتحدث “ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والعنف واحترام خطوط وقف إطلاق النار القائمة المتفق عليها في شمال شرقي سوريا”.
والجمعة 29 كانون الأول، قالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إنه تم تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني بمنطقة قنديل شمال العراق، و8 عناصر ممن وصفته بـ “ذراع” التنظيم في منطقة درع الفرات شمال سوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
والخميس 28 كانون الأول، أعلنت الاستخبارات التركية أنها تمكنت من تحييد “أيمن جولي” والذي قالت إنه أحد قياديي تنظيم حزب العمال الكردستاني في مدينة القامشلي، وذلك في سياق التصعيد التركي المستمر منذ أيام ضد مواقع خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا.
وقالت الاستخبارات التركية، إنها توصلت إلى أن “أيمن جولي” يتزعم أحد المراكز القيادية الرفيعة داخل التنظيم في سوريا، مشيرة إلى أن تحييده جرى في “عملية ناجحة” في مدينة القامشلي بعد تعقب تحركاته من خلال المعلومات الاستخباراتية.
وأشارت إلى أن “جولي” ينحدر من مدينة عامودا بمحافظة الحسكة، وقاد ما وصفتها بـ “أعمال إرهابية” ضد قوات الأمن التركية على الحدود السورية التركية في السابق، كما شارك في اشتباكات ضد القوات الأمنية خلال تنفيذ عملية “نبع السلام” أواخر 2019 والتي سيطرت فيها القوات التركية والجيش الوطني على منطقتي رأس العين وتل أبيض.
وتقصد تركيا بكلمة “تحييد” مقتل أو إصابة، فيما لو توضح الاستخبارات التركية مصير “أيمن جولي”، وما إذا كان قد قُتل أو أُصيب في العملية التي أعلنت عنها.
واندلع التصعيد في شمال شرق سوريا بعد اتهام تركيا لحزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن قتل 12 جندياً تركياً شمال العراق قبل عدة أيام.
واتهمت الإدارة الذاتية، القوات التركية باستهداف مناطق ومنشآت مدنية خلال الضربات الأخيرة في مناطق شمال شرق سوريا، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية ومادية إضافة لخسائر في المنشآت وانقطاع الكهرباء عن مئات القرى والبلدات، بحسب عدة بيانات أصدرتها الإدارة الذاتية والكيانات التابعة لها.
لكن بدورها، تؤكد تركيا أن عملياتها تستهدف منشآت تابعة لقسد وحزب العمال في شمال سوريا والعراق، وتؤدي لوقوع قتلى من قسد وحزب العمال.
وقبل أيام، قالت الاستخبارات التركية إنها دمرت نحو 50 منشأة لحزب العمال الكردستاني في مدن وبلدات عين العرب (كوباني) والقامشلي وعامودا شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن المقار والمنشآت المستهدفة يؤوي بعضها قياديين في “بي كي كي” ودُمّرت بـ “نجاح”.
وبيّنت الاستخبارات أن عملياتها “ساهمت بشكل كبير في تحييد التهديدات المحيطة بأمن الحدود وتعطيل الأهداف العملياتية وقدرة “بي كي كي” على تنفيذ عمليات ضد تركيا”.