قال برنامج الأغذية العالمي في تقرير له إن الأزمة الإنسانية في سوريا تتفاقم بسبب استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الأمني الهش في سوريا يزيد من حجم الاحتياجات الإنسانية، حيث لا يغطي الحد الأدنى للأجور سوى خمس الاحتياجات الغذائية الأساسية للأسرة وعشر إجمالي متطلباتها الأساسية.
وقال التقرير إن الأسعار في سوريا شهدت ارتفاعات بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما أدى إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على الأسر السورية.
وأضاف التقرير أن التخفيض الكبير في مساعدات برنامج الأغذية العالمي منذ بداية العام أدى إلى تصاعد الآليات الضارة للتكيف بين الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج البرنامج إلى 30 مليون دولار أميركي شهريا للوصول إلى مليون شخص بالمساعدات الغذائية الطارئة والحفاظ على برامج التغذية المدرسية والتغذية والتعافي المبكر.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي عن بؤر الجوع في العالم، احتلت سوريا المرتبة السادسة عالميا من حيث انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا خلال الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.1 مليون نسمة، يشكل 85% منهم من النازحين ضمن المخيمات، بحسب تقرير لفريق منسقو استجابة سوريا أصدره قبل عدة أيام.
وأضاف البيان أن السكان في المنطقة يواجهون صعوبات كبيرة نتيجة ارتفاع عوامل البطالة المتزايدة والتي وصلت إلى 88.82% بشكل وسطي (مع إعلان 71 عمالة ضمن الفئات المدعومة).
وأجرى الفريق استبياناً حول احتياجات النازحين لفصل الشتاء في شمال غربي سوريا، شمل 71,843 نازحاً من مختلف الفئات العمرية، في أكثر من 456 مخيماً في محافظة إدلب ومناطق ريف حلب الشمالي.
وأظهر الاستبيان أن الاحتياجات الأساسية للنازحين تركزت على:
- تأمين مواد التدفئة وضمان استمرارها خلال أشهر الشتاء 97%.
- تأمين دعم المياه داخل المخيمات وزيادة الكميات وترحيل النفايات، خاصة مع توقف مشاريع المياه والصرف الصحي في مئات المخيمات 92%.
- استبدال الخيام التالفة نتيجة للعوامل الجوية المختلفة 84%.
- تأمين عوازل حرارية داخل الخيام 91%.
- تأمين معدات إطفاء الحرائق في المخيمات، مع زيادة المخاوف من ارتفاع أعداد الحرائق بسبب التدفئة بمواد غير صالحة للاستخدام 85%.
- زيادة المساعدات الإنسانية بالتزامن مع انخفاض القدرة الشرائية للنازحين وتوقف المساعدات منذ بداية العام 94%.
- إصلاح الطرقات الداخلية في المخيمات المنتشرة، خاصة في المناطق الزراعية 88%
وطالب الفريق المنظمات والهيئات الإنسانية بالمساهمة الفعّالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين وتوفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً. كما ناشد الجهات المانحة المساهمة بشكل عاجل وفوري لتلبية متطلبات احتياجات الشتاء.
يذكر أنه في تموز الماضي، أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا إلى الوضع الإنساني المتدهور في شمال غربي سوريا، لافتاً إلى أن عدد النازحين السوريين داخلياً وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مع استمرار الاحتياجات الإنسانية في الارتفاع، ما يشير إلى أنّ “الأزمة السوريّة” ما تزال تشكّل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وفق التقرير.
وتُشير البيانات إلى أن هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح داخلياً في شمال غربي سوريا، منهم مليونان وأربعمئة ألف في شمالي حلب ومليون ومئة وخمسون ألفاً في منطقة إدلب، فيما يعيش نحو مليون ونصف المليون نازح في ألف وخمسمئة وتسعة وثلاثين مخيماً وموقعاً غير رسمي.