أكد مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، راميش راجاسينغام، أن أكثر من 16 مليون سوري في مختلف أنحاء البلاد يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وذلك في كلمة له خلال جلسة مجلس الأمن أمس الجمعة بشأن سوريا.
وأضاف راجاسينغام أنه: “لا توجد شريحة من السكان في سوريا بمنأى عن الأزمة”، مضيفاً أن “13 عاماً من الصراع والصعوبات دفعت شعب سوريا إلى ما هو أبعد من حدود التحمل العادي”.
وذكر المسؤول الأممي أن “أكثر من 16 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما التأثير مدمر بشكل خاص على الأطفال”، مشيراً إلى أن “أكثر من ثلث الأطفال في سن المدرسة لن يعودوا مع أقرانهم إلى الفصول الدراسية هذا العام”، متسائلاً عما يعنيه ذلك لمستقبل سوريا.
وتابع أن “نحو 1.6 مليون طفل آخرين معرضون لخطر ترك الدراسة خلال العام، وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي يدفع الأسر إلى إرسال أطفالهم، وخاصة البنين، إلى العمل، ودفع المزيد من الفتيات المراهقات والقاصرات إلى الزواج المبكر أو القسري”.
وقال المسؤول الأممي إن مستويات سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال ارتفعت ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس الماضية، فيما يحتاج أكثر من نصف مليون طفل إلى علاج سوء التغذية هذا العام، مضيفاً أن نحو 2.5 مليون طفل ما زالوا نازحين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نحو مليون طفل يعيشون في المخيمات.
وتابع أنه مع بقاء ثلاثة أشهر فقط على نهاية العام، لا يزال النداء الإنساني لسوريا ممولاً بنسبة أقل من 26%، وتصل الأمم المتحدة إلى 4.4 مليون شخص في سوريا شهرياً، من أصل 10.8 مليون شخص مستهدف.
وحذّر راجاسينغام من أن “العجز المستمر والضار في التمويل الإنساني يزيد فقط من أهمية توفير أموال متوقعة وكافية للاستجابة الإنسانية، مع دعم مشاريع التعافي المبكر”.
تشهد مناطق شمال غرب سوريا خلال الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.1 مليون نسمة، يشكل 85% منهم من النازحين ضمن المخيمات، بحسب تقرير لفريق منسقو استجابة سوريا نشره قبل أيام.
وأضاف البيان أن السكان في المنطقة يواجهون صعوبات كبيرة نتيجة ارتفاع عوامل البطالة المتزايدة والتي وصلت إلى 88.82% بشكل وسطي (مع إعلان 71 عمالة ضمن الفئات المدعومة).
يذكر أنه في تموز الماضي، أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا إلى الوضع الإنساني المتدهور في شمال غربي سوريا، لافتاً إلى أن عدد النازحين السوريين داخلياً وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مع استمرار الاحتياجات الإنسانية في الارتفاع، ما يشير إلى أنّ “الأزمة السوريّة” ما تزال تشكّل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وفق التقرير.
وتُشير البيانات إلى أن هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح داخلياً في شمال غربي سوريا، منهم مليونان وأربعمئة ألف في شمالي حلب ومليون ومئة وخمسون ألفاً في منطقة إدلب، فيما يعيش نحو مليون ونصف المليون نازح في ألف وخمسمئة وتسعة وثلاثين مخيماً وموقعاً غير رسمي.
ورصدت بيانات “أوتشا” تحركات نزوح وعودة خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث تم تسجيل اثنتين وعشرين ألف حركة، مع استمرار منطقة إدلب وشمالي حلب في استقطاب أكبر عدد من هذه التحركات.
ورصدت بيانات “أوتشا” تحركات نزوح وعودة خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، حيث تم تسجيل 22.1 ألف حركة، مع استمرار منطقة إدلب وشمالي حلب في استقطاب أكبر عدد من هذه التحركات.
ولفت التقرير إلى أنه مع وصول نسبة النساء والأطفال من بين المحتاجين في شمال غربي سوريا إلى 79%، يصبح من الضروري التركيز على تقديم الدعم لهذه الفئات الأكثر ضعفاً.