أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء تدهور الأمن الغذائي في سوريا، مشيراً إلى أن “أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي، ويعاني نحو 3 ملايين شخص من ظروف جوع شديدة.
وأضاف البرنامج أن السوريين الذين يكافحون من أجل التكيف مع ظروفهم بأنفسهم يلجؤون إلى استضافة أسر هربت من العنف في لبنان، الأمر الذي يجعل الوضع الصعب أكثر خطورة”.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إن “الوضع في سوريا مقلق للغاية”، مضيفاً أن “الشعب السوري أظهر كرماً ملحوظاً من خلال دعم أولئك الفارين من لبنان”.
وأوضح أنه “مع ذلك، فإن الأسر التي توفر المأوى هي نفس الأسر التي تم إبعادها من برامج المساعدة لدينا في وقت سابق من هذا العام، بسبب نقص التمويل”، محذراً من أن “الناس وصولا إلى نقطة الانهيار، ويجب على المجتمع الدولي أن يتدخل”.
وذكر البيان أن برنامج الأغذية العالمي “فعّل الاستجابة الطارئة في سوريا في غضون ساعات من تصعيد الأعمال العدائية، مع توفير المساعدات الغذائية الحيوية عند المعابر الحدودية ومراكز الاستضافة والمجتمعات المضيفة.
وأضاف أنه “حتى الآن، وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 100 ألف شخص في سوريا، ومع تطور الوضع يتوقع البرنامج أن تكون الاحتياجات الأكثر إلحاحاً داخل المجتمعات المضيفة”، لافتاً إلى أن “فرقه تعمل على تحديد هوية المحتاجين حتى يتمكنوا من تلقي الدعم اللازم”.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد النازحين الجدد الذين يحتاجون إلى المساعدة في سوريا إلى 500 ألف شخص، ولتلبية هذا الطلب، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج بشكل عاجل إلى 54.4 مليون دولار أميركي لتغطية ستة أشهر من المساعدات الطارئة.
ومؤخراً، أعلنت “إدارة الجمارك” في حكومة الأسد أن أعداد الوافدين النازحين من لبنان منذ الـ23 من أيلول الماضي حتى منتصف 12 تشرين الأول، بلغت 373 ألفا و181 شخصاً، بينهم 118 ألفاً و275 لبنانياً.
وتتزايد مخاوف السوريين من استيطان عناصر مليشيا حزب الله وعوائلهم بشكل دائم في الأراضي السورية، ما يعيق أي احتمالات بعودتهم مستقبلاً ويعزز من مشهد التغيير الديمغرافي الذي سعى نظام الأسد لتكريسه.
وقبل أيام، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من تأثير القيود المفروضة على معبر جديدة يابوس الحدودي بين سوريا ولبنان، حيث أعاق حركة المدنيين السوريين الفارين من لبنان.
وفي تقرير له، أشار أوتشا إلى استمرار مفوضية اللاجئين في تقديم الدعم للعائلات السورية العائدة من لبنان عبر خمس نقاط حدودية، بالتعاون مع “الهلال الأحمر السوري”.
ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية شملت أكثر من 250 ألف شخص، حيث تم توزيع مستلزمات أساسية مثل النظافة الشخصية، البطانيات، الملابس الشتوية، الطعام، والمياه. كما أُنشئ مكتب مساعدة على الحدود لتقديم الاستشارات القانونية للقادمين الجدد.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى انخفاض حركة العبور في معبر جديدة يابوس بنسبة 75% نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المعبر في 4 أكتوبر الجاري، مما أجبر المدنيين على استخدام طرق أطول أو السير عبر المناطق المتضررة، كما أدى الإغلاق إلى تعطيل نقل البضائع وتأخير وصول المساعدات.
وذكرت منسقة الإغاثة الطارئة بالنيابة، جويس ميسويا، أنه تم تخصيص ثمانية ملايين دولار من صندوق الاستجابة للطوارئ لدعم المتضررين في سوريا، ما سيسهم في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لتشمل توفير المأوى، الغذاء، والدعم النقدي في مناطق العبور.
يذكر أن لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا قالت في تغريدة عبر منصة “إكس”، إن “أعداداً كبيرة من النازحين الجدد تصل إلى سوريا، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة ضئيلة تبلغ خمسة وعشرين بالمئة على الرغم من ارتفاع الاحتياجات المدنية إلى مستويات قاسية مع نزوح العديد منهم عدة مرات بسبب الصراع”.
وأضافت اللجنة الأممية أن المدنيين السوريين معرضون لخطر الابتزاز، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والاختفاء، والتجنيد القسري، أو القتل أو الإصابة.