التقى وزير خارجية الأسد بسام صياغ نظيره الروسي سيرغي لافروف في إطار مشاركتهما في “المؤتمر الدولي الثاني للأمن الأوراسي” في العاصمة البيلاروسية مينسك، وتم خلال اللقاء التطرق لملفات مختلفة خصوصاً ملف السوريين العائدين من لبنان.
وقالت وكالة أنباء الأسد “سانا” إن لافروف بحث مع الصباغ خلال اللقاء “جوانب التعاون الثنائي، وتطورات الأوضاع الخطيرة في المنطقة، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
وأضافت الوكالة أن الصباغ أشار إلى أنه “على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها سوريا، فقد اتخذت حكومة الأسد سلسلة من الإجراءات لناحية استقبال وتأمين الوافدين من لبنان جرّاء العدوان الإسرائيلي عليه، حسب زعمه.
وزعم الصباغ أن حكومة النظام “تقدّم التسهيلات للأعداد الكبيرة من العائدين السوريين، والتي تدحض المزاعم التي تحاول بعض الدوائر الغربية ترويجها بشأن الجوانب المتصلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”.
كما تطرّق الجانبان إلى “التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الثاني والعشرين حول سوريا وفقاً لصيغة أستانا، منتصف شهر تشرين الثاني، آخذين بالاعتبار الأهمية التي يحظى بها هذا المسار في العمل على استعادة الأمن والاستقرار في سوريا”.
يذكر أن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قالت في تقرير لها في 31 تشرين الأول، إن السوريين الفارين من العنف في لبنان يواجهون مخاطر القمع والاضطهاد على يد حكومة الأسد عند عودتهم، بما يشمل الإخفاء القسري، والتعذيب، والوفاة أثناء الاحتجاز.
وأضافت أنها وثقت أربع اعتقالات بحق أشخاص عائدين خلال هذه الفترة، بينما أفادت مجموعات أخرى، منها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، عن عشرات حالات الاعتقال الإضافية.
في العام 2024، توفي في ظروف مريبة رجلان سوريّان على الأقل كان قد تم ترحيلهما من لبنان وتركيا إلى سوريا في العام 2023 واحتجزتهما حكومة الأسد منذ حينها، بينما ما يزال اثنان آخران اعتُقلا في لبنان مخفيَّيْن قسرا منذ تسليمهما إلى سلطات الأسد في يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز، بحسب مصادر مطلعة للمنظمة.
وقال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “يُجبر السوريون الفارون من العنف في لبنان على العودة إلى سوريا، حتى مع بقاء سوريا غير صالحة للعودة الآمنة أو الكريمة وفي غياب أي إصلاحات ذات مغزى لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح. الوفيات المريبة للعائدين أثناء احتجازهم تسلّط الضوء على الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والانتهاكات والاضطهاد بحق الفارين والحاجة الملحة إلى مراقبة فعالة للانتهاكات الحقوقية في سوريا”.