توقع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الولايات المتحدة قد تدرس خيار سحب قواتها من سوريا والعراق عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأضاف فيدان في تصريحات أدلى بها عقب عودته من قمة الشراكة التركية الإفريقية في جيبوتي، أن واشنطن تدرس إمكانية تحويل مهمة التحالف الدولي لمكافحة “داعش” نحو إفريقيا، في خطوة تهدف إلى تقليص الوجود العسكري الأميركي في مناطق النفوذ الإيراني، حيث تكون القوات الأميركية عرضة للهجمات.
وذكر فيدان أن الولايات المتحدة تدرس حالياً جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق، يتضمن مغادرة منطقة الإدارة المركزية العراقية في العام المقبل، ثم الانسحاب مما وصفها المنطقة الكردية في عام ألفين وستة وعشرين.
وأكد أن تركيا ستواصل نهجها في “مكافحة الإرهاب من منبعه” بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية، معتبراً استقرار سوريا مسألة حيوية لأمن تركيا القومي ووحدة الأراضي السورية.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية التركي حاقان فيدان إن تركيا “تريد أن ترى نظام الأسد والمعارضة ينشئان إطاراً سياسياً يمكنهما الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع.
وأضاف في حوار مع صحيفة حرييت أنه من المهم أن يوفر نظام الأسد بيئة آمنة ومستقرة لشعبه، إلى جانب المعارضة، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك حوار حقيقي مع المعارضة السورية وأن رغبة أنقرة هي أن يتوصل الأسد إلى اتفاق مع معارضيه.
لكنه أردف أن الأسد وشركاءه غير مستعدين لحل بعض المشاكل، وغير مستعدين للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة السورية وتطبيع كبير مع تركيا.
وأكّد فيدان في حديثه بأن القضية الأهم بالنسبة لتركيا هي إنهاء وجود “حزب العمال الكردستاني” (PKK) وأذرعه في سوريا.
وقال إن القضية الأساسية الحساسة بالنسبة لنا هي “تطهير المنطقة من منظمة PKK/YPG الإرهابية، التي تحتل ثلث الأراضي السورية بدعم أميركي”.
وفي تشرين الأول الماضي، قالت وزارة الخارجية التركية، إن تمديد الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على نظام الأسد لمدة عام إضافي، لا يتوافق مع الحقائق على الأرض.
جاء ذلك في بيان صادر عن متحدث وزارة الخارجية التركية أونجو كتشلي، أضاف فيه أنه بدلاً من تكرار مثل هذه التصرفات المسبقة الحكم، فإن دعم السياسات التركية التي تركز على وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية، سيساهم في استقرار المنطقة، بحسب تعبير البيان.
يأتي هذا وسط مساعٍ تركية للتطبيع مع نظام الأسد، رغم كثير من العوائق التي يضعها الأخير، وإصراره على ربط التطبيع بالانسحاب التركي من شمال سوريا.