أكد نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، أن بلاده لا تزال ثابتة في سعيها إلى التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، بما يتماشى مع القرار ألفين ومئتين وأربعة وخمسين.
وطالب كاريوكي جميع الأطراف بالالتزام مجدداً بالعملية السياسية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه إذا أُريدَ تحقيق السلام الدائم، فيتعين التأكد من تمكين السوريين العاديين، وليس النظام وداعميه.
وحذّر الدبلوماسي البريطاني من أنه “في ظل غياب التسوية السياسية، وفي ظل التصعيد الإقليمي، فإن الوضع الأمني في سوريا لا يزال خطيراً كما كان دائماً، حيث لا يزال السوريون يعانون من مستويات مروعة من العنف.
وتطرق كاريوكي إلى الحرب في لبنان مشيراً إلى أنه “يجب حماية المدنيين النازحين ومنحهم ممراً آمناً”، مضيفاً أنه “ليس فقط عند استخدام المعابر الحدودي التي تعرضت لغارات جوية، ولكن أيضاً بمجرد دخولهم على سوريا”.
وأشار إلى أن نظام الأسد سمح لمفوضية اللاجئين وغيرها من الجهات بمراقبة الوافدين والاستجابة لاحتياجاتهم، مردفا: “نحن نراقب عن كثب معاملة هؤلاء المدنيين في سوريا، بما في ذلك التقارير المثيرة للقلق بشأن الاعتقالات”.
يذكر أنه في أيلول الماضي، طالبت بريطانيا نظام الأسد بوقف الاعتقال التعسفي وكشف مصير المفقودين، وذلك في كلمة لسفيرها لدى الأمم المتحدة في جنيف سيمون مانلي خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا.
وأضاف مانلي أن تقرير لجنة التحقيق بشأن سوريا يسلط الضوء بوضوح على الانتهاكات والتجاوزات المروعة التي لا يزال السوريون يتحملونها، مشيراً إلى أنه من بين كل أهوال هذا الصراع، فإن إحدى أعظم المآسي هي التي يعيشها المعتقلون والمفقودون قسراً.
ولفت إلى أن أكثر من مئة ألف سوري لا يزالون في عداد المفقودين، ومع ذلك يواصل نظام الأسد عرقلة جهود الأسر للعثور على أحبائها، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة “تدعم بقوة الأسر والناجين والضحايا في سعيهم إلى معرفة الحقيقة”، مشيداً بالجهود المبذولة لتفعيل المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين، ومطالباً بالتعيين السريع لأمينها العام المساعد، حتى تتمكن من المساعدة في توضيح مصير المفقودين في سوريا ودعم أسرهم التي عانت طويلاً.
وشدد السفير مانلي على ضرورة أن يعالج نظام الأسد قضية المفقودين ويوقف الاعتقال التعسفي، مؤكداً أن الشعب السوري “يحتاج إلى ضمانات بشأن سلامته وأمنه إذا قرر أن يعود إلى وطنه”.