كشفت الأمم المتحدة أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا دفعت بعض اللبنانيين الذين نزحوا إليها هرباً من التصعيد الإسرائيلي، إلى اتخاذ قرار صعب بالعودة إلى لبنان رغم المخاطر.
وأشار ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا غونزالو فارغاس يوسا، إلى أن بعض الأسر اللبنانية تواجه خياراً محفوفاً بالمخاطر بالعودة إلى ديارها، مشيراً إلى أن هذه الأعداد صغيرة جداً، لكنها مؤشرات مقلقة.
وأوضح فارغاس يوسا أن نحو خمسة وستين في المئة من الفارّين العابرين إلى سوريا هم مواطنون سوريون كانوا قد لجأوا سابقاً إلى لبنان هرباً من الحرب المستمرة في بلادهم منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً.
وتحدث يوسا عن “الكرم الكبير” الذي أظهره الشعب السوري تجاه الوافدين رغم التحديات الهائلة التي تواجهها البلاد، بما في ذلك انهيار البنية التحتية وتدهور الاقتصاد، لكنه حذر من أن استمرار هذا الكرم غير مضمون في ظل نقص التمويل الشديد للجهود الإنسانية وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن بعض اللاجئين اللبنانيين يعودون إلى بلادهم بمعدل 50 أسرة يومياً، إذ يعتبرون أن الظروف في لبنان، رغم القصف، قد توفر لهم فرصاً أفضل للوصول إلى الخدمات ودعم المعيشة، كما ذكر أن بعض السوريين يعيدون التوجه إلى لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية في سوريا.
كما ذكر أن هناك انخفاضا كبيرا في أعداد الفارّين الذين يعبرون الحدود إلى سوريا، إذ تراجع العدد من 10-15 ألف شخص يومياً إلى قرابة 2000 فقط، مرجعاً ذلك إلى القصف الإسرائيلي المتكرر للمعابر الحدودية، ما يزيد مخاوف اللاجئين من استخدامها.
يُذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أشارت إلى أنه فر نحو 560 ألف شخص إلى سوريا منذ تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان في أواخر أيلول.
كما يُذكر أيضاً أن لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا قالت في تغريدة عبر منصة “إكس”، إن “أعداداً كبيرة من النازحين الجدد تصل إلى سوريا، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة ضئيلة تبلغ خمسة وعشرين بالمئة على الرغم من ارتفاع الاحتياجات المدنية إلى مستويات قاسية مع نزوح العديد منهم عدة مرات بسبب الصراع”.
وأضافت اللجنة الأممية أن المدنيين السوريين معرضون لخطر الابتزاز، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والاختفاء، والتجنيد القسري، أو القتل أو الإصابة.