شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، على ضرورة وقف التصعيد في سوريا والعمل على تفعيل العملية السياسية، مؤكداً أن الحل الوحيد للأزمة هو تسوية سياسية تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، رافضاً في الوقت نفسه تقديم إجابة واضحة بخصوص ما جرى في دير الزور يوم أمس.
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح باتل أن “أحداث الأيام الأخيرة تؤكد أن هذا الصراع لن ينتهي إلا عبر تسوية سياسية شاملة تيسرها الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لتفعيل هذه العملية بشكل جاد.
وأكد باتل على ضرورة عدم استغلال أي دولة للأوضاع الراهنة في سوريا، موضحاً أن الولايات المتحدة تتواصل مع شركائها وحلفائها برسالة موحدة تدعو إلى خفض التصعيد والعمل على تحقيق الاستقرار.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية التي تنفذها “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرقي سوريا، امتنع المتحدث عن تقديم موقف واضح، لكنه أعاد التأكيد على أن الحل الوحيد يجب أن يكون بقيادة سورية شاملة تعكس إرادة الشعب السوري.
وعن طلب “قسد” مساعدة أميركية لمعالجة الوضع الإنساني، قال باتل: “نواصل مراقبة الوضع وسنتخذ الخطوات المناسبة عند الضرورة”، دون أن يحدد ما إذا كانت المساعدات ستُخصص لـ”قسد” بشكل خاص.
يذكر أن منطقة شرقي دير الزور شهدت الثلاثاء 3 كانون الأول، اشتباكات عنيفة بالرشاشات والقذائف بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمليشيات الإيرانية في محيط قرية خشام، وسط استنفار كبير من الجانبين.
وفي السياق ذاته، عمدت المليشيات الإيرانية إلى تفخيخ محيط قرية الصالحية خلال الساعات الماضية، عقب وصول تعزيزات عسكرية من مدينة دير الزور.
وقالت مصادر خاصة لوطن إف إم إن المدفعية التابعة للتحالف الدولي، المتمركزة في حقل كونيكو، تمكنت من قتل قيادي بارز في مليشيا لواء الباقر، المدعو “الحاج أبو هيثم”، وهو عراقي الجنسية، مما أسهم في إضعاف معنويات المليشيات الإيرانية في المنطقة.
وأطلقت قسد اسم “معركة العودة” على هذه العملية العسكرية المحدودة التي تستهدف السيطرة على سبع قرى، تشمل خشام، مراط، الصالحية، الحسينية، الجنينة، وغيرها، شرقي نهر الفرات. ومنذ انطلاق العملية، حققت قسد تقدماً ملحوظاً، حيث وصلت إلى محيط قرية خشام، ومناطق قريبة من قريتي الطابية والجنينة، وسط انهيارات متسارعة في صفوف المليشيات الإيرانية.
في حال نجاح العملية العسكرية والسيطرة على القرى السبع، ستتمكن قسد من إنهاء وجود نظام الأسد والمليشيات الإيرانية شرق نهر الفرات، ما يمثل تغييراً جوهرياً في خارطة النفوذ بالمنطقة.