تشهد منطقة المزيريب في ريف درعا الغربي توتراً بعد مقتل 3 من قادة اتفاق “التسوية” المنخرطين فيما تسمى “اللجنة المركزية” المعنية بالتفاوض مع روسيا.
وقال موقع “تجمع أحرار حوران” إن اشتباكات عنيفة جرت صباح اليوم الخميس 28 أيار قرب بلدة المزيريب غربي درعا، نتيجة هجوم عناصر “التسوية” في المنطقة الغربية على مقر لمجموعة مسلّحة متّهمة بتنفيذ عملية الاستهداف التي طالت قياديي لجنة درعا المركزية، مساء أمس الأربعاء 27 أيار.
وقال الموقع إن الهجوم الذي طال قياديي اللجنة المركزية أسفر عن مقتل 3 منهم، مشيرة إلى أن رتلاً لهم تعرض لإطلاق نار كثيف بالقرب من معمل الكنسروة شمال بلدة المرزيب، وأن القتلى الثلاثة الذين سقطوا هم “عدي الحشيش” و “عدنان يوسف الشنبور” و “رأفت البرازي”.
واضاف الموقع أنّ الاستهداف نتج عنه أيضاً إصابة كل من القياديين السابقين بالجيش الحر “محمود البردان” (أبو مرشد) و”أبو علي مصطفى” التابع للواء الثامن المدعوم من قبل روسيا، و العنصر “مهند الزعيم”، وبينهم إصابات خطيرة.
وجاءت عملية الاستهداف عند معمل الكنسروة شمال بلدة المزيريب، بعد ساعات على اجتماع ضم قادة ريفي درعا الشرقي والغربي في بلدة العجمي بريف درعا الغربي.
ونقل التجمع عن مصدر طبي من مستشفى مدينة طفس قوله إنه “تم استقبال 7 أشخاص جميعهم مصابين بعيارات نارية وكانت إصابات بعضهم خطيرة قبل أن يفارقوا الحياة”، وذلك في إشارة إلى القياديين الثلاثة.
وأضاف التجمع أن ناشطي درعا اتهموا عناصر ينتمون لتنظيم داعش ومن ورائه نظام الأسد باستهداف أعضاء اللجنة المركزية، إذ تنتشر في المنطقة الغربية مجموعات مبايعة لتنظيم داعش كان نظام الأسد قد أفرج عن بعضهم مطلع العام الفائت وقام بزجّهم في ريفي درعا للقيام بعمليات أمنية محدودة تستهدف قياديين وعناصر سابقين في الجيش الحر.
وتتألف لجنة درعا المركزية من وجهاء وقياديين سابقين في الجيش الحر في المنطقة الغربية لمحافظة درعا، وتشكّلت عقب سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا في تموز 2018، وتقوم على التفاوض بملفات تخص المنطقة مع الروس والنظام.
ولفت التجمع إلى أن النظام يعد المستفيد الأبرز من عملية الاغتيال من خلال تواصله بشكل متوازي مع اللجنة المركزية من جهة بشكل علني، ومن جهة أخرى مع الدواعش بشكل سرّي، في إطار ضرب الطرفين.
وأضاف “تجمع أحرار حوران” أنه حصل على معلومات امتنع عن نشرها للعامة تفيد بأن لقاء جرى بين لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا بقوات الأسد وبعض قيادات من تنظيم دراعش وتم الاتفاق على اغتيال قياديين من اللجنة المركزية من بينهم “أبو مرشد البردان” الذي تعرّض اليوم لإصابة أثناء تواجده بنفس الرتل.
وتتكرر في درعا عمليات الاغتيال التي تستهدف الموقعين على اتفاق التسوية أو عناصر بقوات الأسد، الأمر الذي تسبب باندلاع التوتر بين الطرفين نتج عنه استقدام قوات الأسد تعزيزات إلى ريف درعا الغربي، ما شكل مخاوف من أن يشن النظام عمليات عسكرية.