أخبار سورية

شباب في الجولان المحتل يحصلون على الجنسية الإسرائيلية

مع استمرار مآسي الحرب في سورية، يحصل عدد لا بأس به من شباب الأقلية الأثنية (الدرزية) في الجولان الجنسية الإسرائيلية لأنهم يشعرون بعلاقة قرابة مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما يفعله آباءهم الذين لا زالوا يعلنون الولاء لحكومة دمشق.

وأفاد ناشطون أن المتطوعين الشباب في بلدية مجدل شمس، الذين كانوا يرتبون الكراسي للحفل الكبير الشهر الماضي لإحياء عيد الأضحى من قبل البلدية المحلية، وهي مؤسّسة يعتبرها سكان المدينة ذراع للاحتلال الإسرائيلي، كانوا يتحدثون باللغة العبرية، ولم يكونوا خجولين من ارتدائهم القمصان الصفراء الساطعة المزخرفة بالاسم العبري للمؤسّسة.

وأكدوا أن العديد من سكان مجدل شمس يعتبرون أن المتطوعين وموظفي المدينة يحظون باحترامهم على عملهم لتحسين المجتمع.

وحسب الصور الفوتوغرافية للحفل فمن غير الممكن التمييز بين المتطوعين الشباب العرب وأي مجموعة شباب إسرائيلية، حيث يظهر المراهقون فجوة أكبر بين الجيلين من الشباب وكبار السن في المجتمع الدرزي في مرتفعات الجولان.

وفي هذه المجتمعات، يجلس العديد من الأجداد والآباء والأمهات الذين ربما أمضوا سنوات شبابهم في دمشق حول طاولة العشاء مع الأطفال الذين يدرسون ويعملون في مدن إسرائيل، حيفا، كريات شمونة وتل أبيب، على عكس المجتمعات الدرزية في الجليل الشمالي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والمعروفة بانتمائها لإسرائيل وخدمتها في جيش الاحتلال.

وكانت جماعات الجولان قد رفضت إلى حد كبير الجنسية في عام ١٩٨١، وتحمل الأغلبية بطاقة الإقامة وهي تدفع الضرائب وتتلقى الخدمات المدنية، لكنها تفتقر إلى جوازات السفر ويجب عليهم الحصول على تأشيرات الدخول عند كل خروج من حدود الاحتلال،  وعلى بطاقات الهوية الإسرائيلية لسكان مجدل شمس، مكتوب في قسم الجنسية “غير محدد” لكن مؤخراً ابتدأ عدد أكبر من سكان المدينة بتقديم طلبات الجنسية.

بدوره قال أدهم فرحات، وهو صاحب محل هدايا، “أنا في الثلاثينات، ولدي الأمن والمال والخدمات الاجتماعية والتعليم. أما في سوريا؟ يمكنك نسيان ذلك”، مضيفا وهو يضحك “أنا فخور بأن أكون جزأ من إسرائيل”.

ويعرف د. سالم بريك، وهو مواطن آخر من مجدل شمس ، هذه الفجوة بين الأجيال بالقول “الدروز الشباب ليسوا على صلة بخلفيتهم السورية، كما يتحدثون العبرية ويعرفون المجتمع الاسرائيلي بشكل جيد “.

ويعتبر البعض أن الحرب في سوريا جلبت هذه الانقسامات أكثر فأكثر بين الأجيال، لأن أبناء الجيل الشاب ينظرون إلى بطل أجدادهم بشار الأسد كديكتاتور قاتل، وتعتقد شفاء أبو جبل إحدى الناشطات المعادين للأسد والتي تُعرف بين القرويين “بأنها تفتح فمها أكثر من اللازم” عن الحرب في سوريا، على عكس شيوخهم، أن دروز الجولان دخلوا في صراع لتحديد هويتهم بعد رؤية المآسي من سوريا.

وتضيف بالقول: ” إن الجيل الأكبر من سكان مجدل شمس سوريين وهي وتعرف ذلك، لكن عام ٢٠١١ كان العام الذي أجبر فيه جيلي على أن نسأل حقا ما نفكر به وما نشعر به تجاه سوريا. هل تريد أن تكون سوريا أم إسرائيليا؟ كثيرون منا لم يعرف سوريا بادئ الأمر، أو لم يكن لديه صلة عائلية “.

وتعتبر شفاء أن الثورة السورية كانت هدية بالنسبة لإسرائيل معلقةً: ” نرى ما تقدمه إسرائيل وما يحدث هناك في سوريا، بعد كل ما حصل للسوريين في سوريا الشباب الآن من ابناء مجدل شمس ليسوا خائفين من الثناء على إسرائيل أو النظر في المواطنة “.

مواقع – وطن اف ام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى