أدى الحصار الذي يرفضه نظام الأسد وبدعم روسي وإيراني إلى ارتفاع معاناة السكان بمدن وبلدات الغوطة الشرقية ما سبب نتائج سلبية على جميع القطاعات ، فيما أنّ أطفال الغوطة الشرقية يموتون اليوم من سوء التغذية.
وطن اف ام التقت الدكتور اسماعيل الخطيب مدير مركز الحكيم في الغوطة الشرقية والذي قال بدوره ، أهم قطاع نال منه الحصار هو القطاع الصحي ونحن كمركز الحكيم في الفترة الأخيرة واجهتنا الكثير من الصعوبات بمعالجة أطفال أصيبوا بسوء التغذية.
وأضاف الدكتور اسماعيل الخطيب ، خلال الـ6 أشهر الماضية تابعنا حوالي 4000 طفل من عمر يوم لعمر 6 أشهر تقريباً ، وكان نقص حليب الأم لهؤلاء الأطفال بنسبة تصل لـ 25% ، فيما كان 416 طفلا أصيبوا بنقص وزن شديد ناجم عن الحاجة للحليب الصناعي بنسبة 10%.
ونوه الدكتور اسماعيل إلى أنهم اضطروا لاقتصار المعالجة على الأطفال الذين حالتهم أشد سوءاً من غيرهم، وأن الحالة مزرية للغاية.
وأشار الدكتور اسماعيل أما بالنسبة للمرحلة العمرية الثانية فيوجد في برنامج عملنا مرحلة عمرية تبدأ بعمر 6 أشهر حتى الـ 5 سنوات وهي مرحلة النمو السريع للطفل ، مرحلة نمو القدرات والحركة وتعتبر أهم مرحلة إذا ما كان لدى الطفل نمواً سليماً فلن ينتج لديه جسماً سليماً ، وهذا ما نلحظه لدى أطفال المدارس، خصوصاً أن روح عدم الحركة واضحة لديهم.
وأكد الدكتور اسماعيل ، خلال الـ 6 أشهر الماضية استطعنا الوصول لـ 9072 طفلاً بمختلف أنحاء الغوطة الشرقية ، بينهم 1806 أطفال مصابين بسوء التغذية وهم موزعين على ثلاث درجات ، إذا أن الدرجة الشديدة ، ( تسمى سوء تغذية حاد سام ) بلغ حوالي 123 طفلاً ، فيما الدرجة المتوسطة 388 طفلاً ، وبلغت أعداد الأطفال بالدرجة الخفيفة لـ 1295 طفلاً .
من جانبها قالت الممرضة فاطمة في المركز أثناء حديثها لـوطن اف ام ، أن الطفلة يسرى عمرها 6 أشهر وهي مصابة بسوء تغذية سام ، في أول مراجعة لها كان وزنها قرابة 3.400 غرام بعمر الـ 3 أشهر ، وهو وزن لا يتناسب مع طفلة بهذا العمر إذ المعدل الطبيعي للوزن بعد الولادة 3.500 غرام ، فالطفلة لديها ضعف إدارار عند الأم فلم تكسب وزناً من إرضاع أمها.
وأضافت الممرضة ، نصنع الحليب المكمل اليوم على أيدينا ، وذلك بوضع حليب كامل الدسم وإضافة فيتامينات خاصة بالحليب وزيوت وسكر ، ما يؤدي لاستجابة في حالة الطفل وتحسن ملحوظ، لكن المشكلة في نقص المواد.
وتابع الدكتور اسماعيل ، أن العلاج المستخدم في المركز ينقسم لنوعين من العلاجات ، أولها الحليب العلاجي ، والثاني هو الزبدة العلاجية ( مستخلص من الفول السوداني : وهي زبدة علاجية ، وقوائية وتكميلية) ، وهي مواد حصلنا عليها من اليونيسيف أو عن طريق مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت في الأشهر الماضية وهي لا تكفي 10% من احتياجات أطفالنا.
وأفاد الدكتور اسماعيل ، حاولنا ببداية عملنا أن نصنع بدائل محلية من خلال خلطات نركبها ونقدمها للأطفال بسبب اشتداد الحصار ، ولكن البدائل المحلية لم يعد بالإمكان الحصول عليها اليوم ، وأعداد الحالات إلى ازدياد ، وتطور من الخفيف إلى المتوسط ، ومن المتوسط إلى الشديد.
وبحسب الدكتور اسماعيل ، يوجد في الغوطة الشرقية في الفترة الأخيرة فقط حوالي سبع وفيات من الأطفال من عمر اليوم وحتى الـ 6 أشهر ، و3 أطفال من 6 أشهر حتى عمر الـ 5 سنوات، فيما فقدنا منذ يومين طفلة بحالة سوء تغذية ونقص وزن شديد لانعدام حليب الأم ، والحليب الصناعي ، فدخلت الطفلة لحالة انتان معوي ، وتطورت معها الحالة لسوء تغذية مختلط ، فلم يستطع المركز أن يقدم لها أي شيء.
وناشد الدكتور اسماعيل عبر وطن اف ام ، المنظمات ، والمؤسسات ، بأن المركز والغوطة تفتقد للأدوية ، خصوصاً أدوية سوء التغذية التي يعاني منها أطفال الغوطة الشرقية ، فالأطفال بحاجة لعلاج من ( مضادات حيوية ، ومكملات ، ووفيتامينات ، ولقاحات خاصة) كل هذه الأدوية غير موجودة في الغوطة الشرقية.
وختم الدكتور اسماعيل ، نتابع 1000 طفل من أطفال الغوطة الشرقية ، ونقدم دعمنا وراعيتنا لـ 100 طفل فقط ونترقب ازدياد حالات الوفيات.
ويحاصر نظام بشار الأسد الغوطة الشرقية منذ أكثر من 5 سنوات ، ويعاني أهلها من نقص كامل في كل أساسيات الحياة ، وشبه انعدام بالمساعدات الإنسانية ، والرعاية الطبية ، والقصف اليومي والعشوائي ، واستهداف المراكز الحيوية ، من مشافي ميدانية ، وأسواق ومدارس ، و آبار.
فيما أطلق الناشطون السوريون حول العالم الاثنين حملة ” الأسد_يحاصر_ الغوطة ” لإسماع العالم أن هناك أطفال أبرياء يفتك بهم عبر تجويعهم ، لأهداف انتقامية من قبل الأسد وتوسعية مصلحية من قبل روسيا وإيران ودول العالم ، في ظل حلول سياسية تفرض وقصف وحصار مستمرين.
[youtube height=”480″ width=”820″ align=”none”]https://www.youtube.com/watch?v=mZ32uJx4cAk&feature=youtu.be[/youtube]وطن اف ام